يبدو أن بلبلة انسحاب واشنطن من أفغانستان لم تنتهِ.
فقد أعلن متحدث باسم الخارجية الأميركية، أمس الاثنين، أن ديانا شو، القائمة بأعمال المفتش العام بالوزارة، ستنظر في إنهاء الأعمال الدبلوماسية لإدارة الرئيس جو بايدن في أفغانستان، بما في ذلك إخلاء السفارة الأميركية الطارئ بكابل، وفق رويترز.
مادة اعلانية
وستنظر شو أيضاً في برنامج منح تأشيرات الهجرة الخاصة الذي يتناول قبول أفغان كلاجئين وإعادة توطينهم بالولايات المتحدة.
يشار إلى أن شو كانت أبلغت الكونغرس أمس بأن مكتبها سيبدأ عدة مهام متصلة بإنهاء العمليات العسكرية والدبلوماسية الأميركية في أفغانستان.
جنود أميركيون في أفغانستان (أرشيفية من فرانس برس)
وقال مساعد بالكونغرس إنه من المقرر أن تقدم شو إفادة، اليوم الثلاثاء.
انهارت في منتصف أغسطسيذكر أن الحكومة الأفغانية كانت قد انهارت في منتصف أغسطس الفائت مع تقدم حركة طالبان في أنحاء البلاد بسرعة ودخولها العاصمة كابل.
ووجه الجمهوريون بالولايات المتحدة انتقادات لإدارة بايدن بسبب الانسحاب الفوضوي.
عناصر من طالبان في كابل (أرشيفية من رويترز)
إلى ذلك أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أن مبعوث الولايات المتحدة إلى أفغانستان زلماي خليل زاد استقال من منصبه أمس الاثنين، في خطوة تأتي بعد أن فشلت الجهود الدبلوماسية التي بذلها على مدى أشهر عديدة في منع طالبان من الاستيلاء على السلطة في بلده الأم.
وذكر بلينكن في بيان مقتضب أن نائب المبعوث الأميركي إلى أفغانستان توماس ويست الذي كان مستشاراً للبيت الأبيض حين كان الرئيس جو بايدن نائباً للرئيس باراك أوباما، سيخلف زلماي خليل زاد في منصبه.
زلماي خليل زاد (أرشيفية من رويترز)
من جهته، قال خليل زاد في كتاب الاستقالة الذي أرسله إلى بلينكن إن "الاتفاق السياسي بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان لم يسِر كما كان مخططاً له"، مضيفاً أن "أسباب ذلك معقدة للغاية، وسوف أتشاطر وإياكم أفكاري في الأيام والأسابيع المقبلة".
ابن أفغانستانوخليل زاد دبلوماسي مخضرم وُلد قبل 70 عاماً في أفغانستان وتقلّد مناصب رفيعة في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن، إذ عين سفيراً للولايات المتحدة في كابل ثم في بغداد ثم في الأمم المتحدة.
كما يتحدّر خليل زاد من مزار الشريف في شمال أفغانستان ويجيد الباشتو والداري، وهما اللغتان الرئيسيتان في بلده الأم.
كذلك تولى ملف العلاقة بين الولايات المتحدة وأفغانستان في 2018 بعدما عينته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مبعوثاً خاصاً للإشراف على المفاوضات مع حركة طالبان، وهي مفاوضات لم يشرك فيها الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابل.