أكد رجل الأعمال أليكس صعب، المقرب من السلطة الفنزويلية والذي سلمته دولة الرأس الأخضر السبت إلى الولايات المتحدة، في رسالة قرأتها زوجته الأحد خلال تجمع عام في كراكاس أنه لن يتعاون مع السلطات الأميركية" بل "سيواجه محاكمته بكرامة".
وخلال تظاهرة دعماً لصعب نظمتها السلطات الفنزويلية وضمت نحو 300 شخص، قرأت كاميلا فابري وهي تبكي نص الرسالة التي جاء فيها: "سأواجه محاكمتي بكرامة تامة.. أريد أن أكون واضحاً: لست مضطراً للتعاون مع الولايات المتحدة. لم أرتكب أي جريمة".
صورة نشرتها السلطات الأميركية لصعب بعد اعتقاله
مادة اعلانية
وصعب، الذي يُعتبر وسيطاً مهما للسلطة الفنزويلية، يُفترض أن يحضر أول جلسة قضائية له اليوم الاثنين في محكمة بفلوريدا، على ما قالت وزارة العدل الأميركية في بيان.
وأضاف صعب، اللبناني الأصل، في رسالته: "أعلن أنني في كامل قواي العقلية، ولن أقدم على الانتحار، في حال قاموا باغتيالي من أجل أن يقولوا لاحقاً إنني انتحرت".
من جهته، قال الصحافي روبرتو دينيز المتخصص في الملف إنه يمكن لصعب أن "يكشف أشياء عن الترتيبات وتداول الأموال والتكاليف المضخمة.. فهو كان الركيزة الأساسية لشؤون نظام (الرئيس الفنزويلي نيكولاس) مادورو مع الدول الحليفة"، في إشارة خاصةً لإيران.
وتحدثت زوجة صعب عن عملية تسليمه إلى الولايات المتحدة، قائلةً: "كل شيء تم من وراء ظهور المحامين وظهرنا" في الرأس الأخضر.
وقالت فابري، وهي أم لفتاتين، إن سلطات الرأس الأخضر والولايات المتحدة تعاملت بـ"جبن" مع زوجها، حسب تعبيرها. وأضافت: "أكثر ما يزعج الولايات المتحدة هو أن زوجي لن ينحني أبداً! لديه قوة الحقيقة والبراءة".
زوجة صعب تتحدث خلال تجمع في كاراكاس
ويُشتبه بأن صعب وشريكه ألفارو بوليدو المتهم أيضاً بغسل الأموال، حوّلا 350 مليون دولار من فنزويلا إلى حسابات أجنبية يملكانها أو يسيطران عليها. ويواجه الرجلان في الولايات المتحدة عقوبة بالسجن تصل إلى 20 عاماً.
واعتُقل صعب، الذي اتُهم بغسل أموال في يوليو 2019، عندما توقفت طائرته في الرأس الأخضر منتصف يونيو 2020 للتزود بالوقود. وكان ينتظر منذ أكثر من عام أن يقرر القضاء في هذا الأرخبيل مصيره.
وردت فنزويلا بغضب على تسليم صعب لواشنطن، وعلقت المحادثات في مكسيكو مع المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة.
واعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في خطاب متلفز أن تسليم صعب هو "أحد أبشع أشكال الظلم التي ارتُكبت في العقود الأخيرة"، مؤكداً أن "فنزويلا تعمل في الأمم المتحدة بنيويورك، وفي جنيف لدى منظمات حقوق الإنسان. نحن نعمل على كل المستويات" للإفراج عنه.
كما قدّم مادورو روايته لما سماه بعملية "خطف" صعب، قائلاً: "وصلت طائرة. نزل بلطجية وبحثوا عنه وأخرجوه من خلال ضربه، لأخذه بعيداً دون إخطار محاميه أو عائلته أو أي شخص آخر".