علق رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي على الاشتباكات التي دارت في العاصمة بيروت، اليوم الخميس، واصفاً إياها بالأمر المحزن.
وأكد ميقاتي، بحسب صحيفة "النهار"، أن حكومته التي تشكلت بعد تعثر استمر لأشهر باقية في مكانها.
مادة اعلانية
كما شدد على أن "المعالجة الهادئة لقضية التحقيق في حادث انفجار مرفأ بيروت العام الماضي جارية".
"لا دولة من دون قضاء عادل"كذلك وصف ميقاتي حكومته بأنها "سلطة تنفيذية" ولا تستطيع التدخل في القضاء، مشيراً إلى أنه "لا دولة من دون قضاء عادل ونزيه".
واعتبر أن هناك "مخرجاً للأزمة"، لكنه طالب بوقت لحلها.
عناصر من حزب الله وحركة أمل في الطيونة (فرانس برس)
كما أضاف ميقاتي أن حكومته تشكلت "حين وصل البلد إلى الحضيض"، قائلاً إنها "اسفنجة لتخفيف أثر الارتطام".
كذلك أكد الالتزام بإجراء الانتخابات وفق المواعيد الدستورية "رغم أن ما حصل اليوم غير مشجع".
من موقع الاشتباكات في بيروت (رويترز)
يشار إلى أن بيروت عاشت، اليوم الخميس، على وقع أعمال عنف أعادت إلى الأذهان شبح الحرب الأهلية والاقتتال الطائفي، لا سيما بعد أن اندلعت اشتباكات بين منطقتي الشياح وعين الرمانة اللتين شكلتا سابقاً خط تماس.
وسجلت منطقة الطيونة القريبة من قصر العدل في بيروت، نزوحاً كثيفاً للسكان، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية مساء اليوم، بعد سقوط 6 قتلى وأكثر من 30 جريحاً، وفق حصيلة أولية أعلنتها وزارة الصحة.
من موقع الاشتباكات في بيروت (رويترز)
بالتزامن انتشر الجيش بكثافة في المنطقة في محاولة لتطويق العنف الذي اندلع منذ ساعات الظهر، إثر تنفيذ مناصرين لحركة أمل وحزب الله احتجاجاً أمام قصر العدل ضد المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق بيطار، غير أن الأمور سرعان ما تدهورت لاحقاً وتحولت إلى إطلاق نار ورصاص وقذائف.
كما استعرض مسلحون من الحزبين بأسلحتهم الثقيلة في ضواحي بيروت، فيما انتشر قناصون على أسطح المنازل.
مواجهة العدالة بالمنطق الانقلابي نفسهوفيما اتهم حزب الله وحركة أمل "مجموعات من حزب القوات اللبنانية" بإطلاق النار والرصاص الحي على رؤوس المحتجين من مناصريهما، اعتبر حزب القوات أن اتهامه مرفوض جملة وتفصيلاً، ويهدف إلى حرف الأنظار عن اجتياح "حزب الله" لهذه المنطقة وسائر المناطق في أوقات سابقة.
كذلك شدد حزب القوات على أن ما جرى من اشتباكات اليوم هو مجرد مواجهة العدالة بالمنطق الانقلابي نفسه، واستخدام السلاح، والترهيب، والعنف، والقوة لإسقاط مسار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت.
من موقع الاشتباكات في بيروت (رويترز)
يذكر أن القاضي طارق بيطار كان تعرض خلال الأيام الأخيرة لحملة ضغوط قادها حزب الله اعتراضاً على استدعائه وزراء سابقين وأمنيين لاستجوابهم في إطار التحقيقات التي يتولاها، تخللتها مطالبات بتنحيته.