بعد مفاوضات امتدت يومين بين الولايات المتحدة وطالبان، العدوين السابقين، وصفت بالصريحة والاحترافية من قبل الخارجية الأميركية، يبدو أن المساعدات ستعود إلى التدفق نحو أفغانستان الغارقة في أزمة اقتصادية خانقة.
فقد أعلنت حركة طالبان أن الولايات المتحدة وافقت على تقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان التي تعيش في فقر مدقع وتقف على حافة كارثة اقتصادية، إلا أنها رفضت الاعتراف السياسي بحكام طالبان الجدد للدولة.
مادة اعلانية
وقال المتحدث السياسي باسم الحركة، سهيل شاهين، أيضا لوكالة أسوشييتد برس إن وزير خارجية طالبان، أمير خان متقي، أكد للوفد الأميركي خلال المحادثات التي جرت السبت والأحد في الدوحة، أن الحركة ملتزمة بالعمل على ألا تصبح الأراضي الأفغانية نقطة انطلاق للمتطرفين لشن هجمات على دول أخرى.
صفحة جديدة!كما طلب متقي من الجانب الأميركي رفع الحظر المفروض على احتياطيات البنك المركزي الأفغاني.
إلى ذلك، قال إن الجانبين ناقشا "فتح صفحة جديدة" بين البلدين، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
من جهتها، أوضحت الولايات المتحدة أن المحادثات لم تكن بأي حال من الأحوال تمهيدا للاعتراف بطالبان، التي وصلت للسلطة في 15 أغسطس/ آب بعد انهيار الحكومة الحليفة لواشنطن.
من كابل (رويترز)
كما أكدت وزارة الخارجية في بيان اليوم الاثنين أن المحادثات في أول اجتماع مباشر بين مسؤولين أميركيين كبار وطالبان منذ سيطرة الجماعة المتشددة على السلطة في البلاد، كانت "صريحة واحترافية"، وأن الجانب الأميركي شدد مجددا أن الحكم على طالبان سيكون مرهونا بتصرفاتها، لا أقوالها فقط.
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس إن الوفد الأميركي ركز على المخاوف المتعلقة بالأمن والإرهاب والممر الآمن للمواطنين الأميركيين وغيرهم من الرعايا الأجانب والأفغان، وكذلك على حقوق الإنسان، بما في ذلك مشاركة جادة للنساء والفتيات في جميع جوانب المجتمع الأفغاني.
كما أضاف أن الجانبين ناقشا أيضا "توفير الولايات المتحدة مساعدات إنسانية قوية مباشرة للشعب الأفغاني.
من كابل (أسوشييتد برس)
إلا أنه لم يشر إلى ما إذا كان قد جرى التوصل لأي اتفاقيات.
مرتع للقاعدةيذكر أنه منذ سيطرة الحركة على العاصمة كابل منتصف أغسطس الماضي، وضعت واشنطن من ضمن أولوياتها القصوى، ضرورة إلزام طالبان بتعهدها بعدم السماح بأن تصبح أفغانستان مرة أخرى مرتعا للقاعدة أو متطرفين آخرين.
واستعادت طالبان السلطة بعد 20 عاما من الإطاحة بها في غزو قادته الولايات المتحدة لرفضها تسليم زعيم القاعدة أسامة بن لادن في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة.
ومنذ ذلك الحين تواجه واشنطن ودول غربية أخرى خيارات صعبة، فيما يتعلق بالملف الأفغاني، إذ تلوح في الأفق بشكل كبير أزمة إنسانية حادة.
فيما يسعى المجتمع الدولي إلى تحديد كيفية التعامل مع طالبان دون منح الجماعة الشرعية التي تسعى إليها، مع ضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى البلاد.