نبض لبنان

قلق في واشنطن من استهداف طالبان للطيارين العسكريين الأفغان

قالت هيئة مراقبة أميركية، في تقرير نشرته أمس الخميس، إن إعدام طالبان لطيارين عسكريين أفغان يُشكّل "تطوراً مقلقاً" إضافياً للقوات الجوية الأفغانية التي تعاني بالفعل من احتدام في المعارك.

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت في وقت سابق من هذا الشهر عن مسؤولين كبيرين بالحكومة الأفغانية قولهما إن سبعة طيارين أفغان على الأقل تعرضوا للاغتيال خارج قواعدهم في الأشهر الماضية في إطار ما تصفها طالبان بحملة "استهداف وتصفية" للطيارين المدربين على يد الولايات المتحدة.

مادة اعلانية

وتحدث تقرير فصلي صادر عن مكتب المفتش العام المختص بإعادة إعمار أفغانستان للكونغرس عن أن القوات الجوية الأفغانية تتعرض لضغوط إضافية من المعارك مع طالبان وسط انسحاب للقوات الأميركية، ويزداد افتقارها للجاهزية للقتال.

وقال التقرير إن فرق القوات الجوية محملة بمهام تفوق طاقتها بسبب الوضع الأمني المتدهور في أفغانستان ووتيرة العمليات التي لم تتوقف عن التزايد.

وأشار التقرير أيضاً لمقتل الطيارين وقال "تطور آخر مقلق يخص فرق القوات الجوية الأفغانية ألا وهو تقرير لوكالة رويترز عن أن طالبان تستهدف عمداً الطيارين الأفغان".

في سياق متصل، كشف التقرير أن هجمات طالبان على الحكومة الأفغانية سجلت تصاعداً حاداً منذ توقيع الاتفاق بين الولايات المتحدة والحركة في فبراير 2020 والذي أدى إلى انسحاب القوات الأجنبية من البلاد.

جندي أفغاني خلال معارك مع طالبان في قندهار هذا الهشر

وقال إن عدد "الهجمات التي شنها العدو"، وتُنسب بشكل أساسي إلى طالبان، ارتفع من 9651 في نهاية 2019 إلى 13242 في نهاية 2020، استناداً إلى بيانات مهمة حلف شمال الأطلسي في أفغانستان.

وبين الأول من مارس الماضي و31 مايو الماضي، تاريخ آخر هذه المعطيات التي جمعتها عملية "الدعم الحازم" للحلف الأطلسي في أفغانستان قبل انسحاب الجزء الأكبر من قوات التحالف، أحصي عشرة آلاف و383 هجوماً، أسفر 3268 منها عن سقوط قتلى، بحسب المكتب التابع للكونغرس.

وبطلب من حكومة كابول، لم ينشر المفتش العام عدد ضحايا الجيش الأفغاني الذي يبلغ عديده نحو 300 ألف فرد.

ويحمّل التقرير قوات المجموعات المناهضة للحكومة الأفغانية مسؤولية سقوط 93% من الضحايا المدنيين في الأشهر الأخيرة.

من المعارك بين القوات الأفغانية وطالبان في بدغيس هذا الشهر

وقد تسبب مقاتلو طالبان في مقتل 40% من هؤلاء، بينما يُنسب لـ"متمردين مجهولين" مسؤولية سقوط 38% منهم ولتنظيم داعش مسؤولية سقوط 14%، بينما تتحمل "شبكة حقاني" المقربة من طالبان المسؤولية عن سقوط أقل من 1% من الضحايا المدنيين.

وأشار التقرير إلى أن طالبان استولت على عدد كبير من الأحياء في المناطق الريفية على الرغم من أنها لا تسيطر على المدن الكبرى بأفغانستان.

وأشار المفتش العام جون سوبكو في التقرير إلى أنه "من الواضح أن الاتجاه العام ليس في مصلحة الحكومة الأفغانية التي قد تواجه أزمة وجودية إذا لم تنجح في عكسه".

وأضاف أن "مصدر القلق الأكبر هو السرعة والسهولة التي سيطرت بها طالبان فيما يبدو على مناطق في شمال البلاد، المعقل السابق للمعارضة ضد طالبان".