لا تزال قضية بناء قناة إسطنبول تثير الجدل في تركيا بين مؤيد للمشروع الذي طرحه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ومعارض للمشروع الذي تبنى رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو مسؤولية مناهضة المشروع وحشد جهود أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني الرافضين لتشييد هذه القناة.
ووضع الرئيس أردوغان حجر الأساس لبناء الجسر الأول من مشروع القناة يوم السبت الماضي، وهو جسر من ضمن 6 جسور ستربط طرفي القناة التي يبلغ طولها 45 كم من بحر مرمرة جنوباً إلى البحر الأسود شمالاً، وبعرض يزيد عن 275 مترا وعمق 21 متراً.
أرشيفية
مادة اعلانية
وفقاً لبحث أجرته شركة Metropoll Research للأبحاث واستطلاعات الرأي حول قناة إسطنبول، فإن 49% ممن شاركوا بالاستطلاع لا يوافقون على مشروع قناة اسطنبول، فيما قال 38% منهم إنه يجب القيام بهذا المشروع، وقال 13 في المئة إنه لا يوجد لديهم فكرة أو إجابة عن هذا السؤال.
وبخصوص النتائج على حسب الانتماء الحزبي، صرح 13.2% من حزب العدالة والتنمية الحاكم، و36.8% من حزب الحركة القومية (الحزب الحليف للحزب الحاكم) بأنهم لم يجدوا بناء قناة إسطنبول صحيحاً.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت، خلال مراسم وضع حجر الأساس لأول جسور قناة إسطنبول إن "قناة إسطنبول المائية مشروع لإنقاذ مستقبل المدينة".
وأوضح أن عدد السفن العابرة سنوياً لمضيق البوسفور ارتفع من 3 آلاف في ثلاثينيات القرن العشرين، إلى 45 ألفاً في وقتنا الراهن، لافتاً إلى أن التقديرات تشير إلى أن عدد السفن العابرة لمضيق البوسفور سيصل 78 ألفاً عام 2050.
وبحسب أردوغان، عمل في المشروع 204 خبراء، بينهم 51 عالماً من 11 جامعة، وتم إجراء عمليات حفر بأكثر من 17 ألف متر، و248 عملية مسح جيوفيزيائي في 304 أماكن على طول خط القناة.
وأوضح أنه شارك 3500 شخص من 35 دولة في الأعمال النموذجية داخل المركز الهندسي.
وتقدر تكلفة إنشاء المشروع بـ15 مليار دولار، لكن حكومة أردوغان ترى أنه بالإضافة إلى تسهيل حركة الملاحة في مشروع القناة، وتخفيف الضغط عن مضيق البوسفور، فإن لمشروع القناة مزايا استثمارية مهمة تتمثل بمشاريع تجذب المستثمرين على جانبي المشروع، فضلاً عن العائدات السنوية للقناة بعد تشغيلها والتي تقدر بـ 5 مليارات دولار سنوياً.
لكن المعارضة متمثلة بحزب الشعب الجمهوري ترى أن مشروع قناة إسطنبول يمثل خطراً على البيئة المحيطة بالمشروع، وربما يؤدي إلى جفاف المياه الجوفية، وتشكيل خطر على بحر مرمرة (جنوب القناة)، فضلاً عن زيادة مخاطر الزلازل في إسطنبول.
بعد إنشاء القناة ستصبح أحياء إسطنبول القديمة والكثير من الأحياء الرئيسية المكتظة بالسكان والمناطق الصناعية الحيوية محصورة من الشرق بمضيق البوسفور، والغرب بقناة إسطنبول، ومن الشمال بالبحر الأسود والجنوب ببحر مرمرة.
ولفت رئيس بلدية إسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو في أكثر من مناسبة إلى خطورة تحول الجزء الأكبر من شطر إسطنبول الأوروبية إلى جزيرة معزولة في حال حدوث زلزال مدمر، وهو ما يعيق عمليات الإنقاذ والدعم لسكان هذه المناطق في حالات الكوارث.