نبض لبنان

استعداد أممي لازدياد العنف بأفغانستان بعد انسحاب الأميركيين

أكد مفوض الأمم المتحدة السامي للاجئين فيليبو غراندي أن المنظمة الدولية تضع خططاً لمواجهة احتمال ارتفاع أعمال العنف في أفغانستان عندما تنسحب القوات الأميركية بعد عقدين من تدخلها في هذا البلد.

وقال غراندي في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" إنه يتفهم أنه "لا يمكن أن تستمر إلى الأبد" عمليات عسكرية دولية مثل تلك التي جرت في أفغانستان.

مادة اعلانية

لكنه حذّر من أن "انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان وقوات أخرى أيضاً يشكّل دليلاً آخر على أن العنف قد يتزايد بعد ذلك". وأضاف: "نحن نضع الخطط لذلك".

وحققت حركة طالبان مكاسب كبيرة في مختلف أنحاء أفغانستان فيما تستعد الولايات المتحدة لسحب آخر قواتها من البلاد بحلول سبتمبر بعد عشرين عاماً من التدخل رغم أن محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية والمتمردين تراوح مكانها.

جنود أميركيون يسلمون قاعدة للجيش الأفغاني

ويتخوف العديد من الأفغان، لا سيما النساء اللواتي استبعدن إلى حد كبير من محادثات السلام بين المتمردين وكابول، من عودة نظام طالبان القمعي في حال انسحبت الولايات المتحدة.

كما يتخوف محللون من انزلاق أفغانستان إلى الحرب الأهلية في حال تُركت كابول لمواجهة حركة طالبان بمفردها.

والوضع صعب أساساً بوجود حوالي 2.6 مليون لاجئ أفغاني في الخارج حتى نهاية 2020، بحسب أحدث أرقام الأمم المتحدة.

الأزمة "قد تبدأ مجدداً"

وأثيرت مخاوف مماثلة مع إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الآونة الأخيرة أنه سيخفض عداد قوة برخان التي تقاتل المتطرفين في منطقة الساحل الافريقي منذ ثماني سنوات والتي تعد 5100 عنصر.

وقال ماكرون إن مستقبل الوجود الفرنسي سيكون ضمن مجموعة "تاكوبا" المكوّنة من القوات الخاصة الدولية في الساحل والتي سيكون "مئات" الجنود الفرنسيين "عمودها الفقري".

والخطة التي تعني إغلاق القواعد الفرنسية أثارت مخاوف من أن بعض قطاعات منطقة الساحل، لا سيما شمال مالي، ستقع بالكامل في أيدي الجماعات المتطرقة فيما تبدو السلطات المحلية غير قادرة على استعادة السيطرة على المنطقة.

وشدد غراندي على أن مثل هذه التدخلات العسكرية لا يمكن أن تستمر الى الأبد لضمان الاستقرار.

لكنه أضاف أنه من الحيوي القيام باستثمارات في المجال الإنساني والتنمية فيما لا تزال القوات الأجنبية منتشرة على الأرض.

جنود من النيجر ضمن قوة برخان في الساحل الإفريقي

وحذر من أن "الأزمة يمكن أن تبدأ من جديد، مما يعني أنه بعد بضع سنوات سيكون هناك حاجة لإرسال المزيد من القوات مجدداً".

وأضاف: "هذا هو قلقنا في أفغانستان بالتأكيد" مضيفاً أن "الوضع في منطقة الساحل أكثر تعقيداً".

وأشار إلى تقرير جديد للمفوضية نُشر الجمعة يظهر أن حوالي 750 ألف شخص أجبروا على الفرار من منازلهم في منطقة الساحل السنة الماضية.

وقال "إنها أزمة ذات ديناميكية سلبية" داعياً المجموعة الدولية إلى اتباع "مقاربة استراتيجية تجمع كل شيء: الشق الإنساني والتنموي واستثمار في التعليم وفي الازدهار الاقتصادي".

وأضاف أنه بهذه الطريقة "يمكن المضي قدماً بالشق الأمني بشكل أكثر تنسيقاً".