دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، إلى "تماسك" أكبر لحلف شمال الأطلسي منتقدا مرة جديدة تركيا لأنها تتصرف بمفردها بشكل يضر بحلفائها.
وقال بعد لقاء مع الأمين العام للحلف ينس سولتنبرغ في قصر الإليزيه، إن قمة الناتو المقبلة في 14 يونيو في بروكسل "يجب أن تساهم في تعزيز التماسك داخل الحلف الأطلسي".
وأضاف أن "التضامن بين الحلفاء ليس مجرد كلمة ذات هندسة قابلة للتغيير. إنه ينطوي على واجبات ومسؤوليات مشتركة. إنه يعني ضمنا أن يتعهد كل من الحلفاء باحترام القانون الدولي وقواعد السلوك بشكل واضح".
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره التركي رجب طيب أردوغان (فرانس برس)
وتابع "هذا يعني عدم السعي وراء مصالح وطنية متناقضة مع المصالح الأمنية للحلفاء الآخرين كما كانت الحال في بعض الأحيان خلال السنوات الأخيرة في سوريا وشرق البحر المتوسط وليبيا والقوقاز أو من حيث التسلح وهو أمر بالغ الأهمية داخل حلف شمال الأطلسي" مستهدفا تركيا بشكل واضح.
كما أشار الرئيس الفرنسي إلى "مسؤولية الحلفاء" في جهودهم الدفاعية، سواء من حيث الميزانية أو على أرض الواقع، خصوصا في مكافحة الإرهاب.
وشدد ماكرون على أن "الآن ليس الوقت المناسب لتشتيت الجهود، بل لتحمل كل طرف مسؤوليته وتعاون الجميع" مشيرا إلى أن فرنسا وصلت عام 2020 إلى هدف الإنفاق العسكري البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي الذي حدده التحالف، رغم وباء كوفيد-19 وأنه كان على خط المواجهة في الحرب ضد الإرهاب في منطقة الساحل.
كما طالب مجددا بمزيد من السيادة الأوروبية في مجال الدفاع، فيما يخشى البعض أن يأتي ذلك على حساب الناتو.
وقال الرئيس الفرنسي "أعلم أن البعض ما زالوا يريدون رؤية الأمور من منظور المنافسة. أعتقد أن طريقة التفكير هذه عفا عليها الزمن والجهود التي يبذلها الأوروبيون هي إضافة إلى جهود حلفائنا الأميركيين".
وأشار ينس ستولتنبرغ إلى أن القمة المقبلة ستشكّل "فرصة فريدة لتعزيز التحالف بين أوروبا وأميركا الشمالية" خصوصا بعد وصول الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض.
وأكد ستولتنبرغ "سنعمل على تعزيز وحدتنا وتضامننا، ما يعني التشاور بشكل أكبر داخل الناتو بشأن كل ما يتعلق بأمننا وإعادة تأكيد قيمنا الأساسية وتعزيز التزامنا بالدفاع المشترك، بما في ذلك من خلال زيادة الاستثمارات".