دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الثلاثاء، في اجتماع مجلس الجامعة في دورة غير عادية على المستوى الوزاري بشأن أحداث القدس، دعا مجلس الأمن _الذي سبق وأصدر القرار 2334 (لعام 2016) _ بتحمل مسؤولياته حيال هذا الانتهاك الصارخ للقرار ولغيره من القرارات الدولية، مشددا على أنه يتعين على كافة القوى المؤمنة بالتسوية السلمية العمل على وقف هذه الهجمة الاستيطانية الإسرائيلية الشرسة التي تهدد بتفجير الوضع في القدس، وفي الأراضي المحتلة بوجه عام.
أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية
وأكد أبو الغيط، أن ما يجري هو جرس إنذار يتوجب التنبه لدلالاته، وأنه لم يعد بالإمكان الاطمئنان لاستمرار الوضع القائم أو استدامة الاحتلال ومظاهره المشينة، وأنه يتعين على الرباعية الدولية أن تتحمل مسؤولياتها، فمن دون أفق للتسوية السياسية أو تحرك جاد نحو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية، ستظل هذه القضية رهينة لأجندة اليمين الإسرائيلي، وسيسيطر المتطرفون والمستوطنون على المشهد.
من جهته دعا مندوب فلسطين في الجامعة العربية دياب اللوح لتحرك عاجل لحشد موقف دولي ضاغط على إسرائيل.
وانطلقت، اليوم الثلاثاء، أعمال الاجتماع الطارئ الافتراضي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورة غير عادية برئاسة قطر الرئيس الحالي لمجلس الجامعة وبطلب من دولة فلسطين، لبحث الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة والمقدسات الإسلامية والمسيحية والاعتداء على المصلين، بالإضافة إلى الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية والمخططات للاستيلاء على منازل المواطنين المقدسيين خاصة في حي الشيخ جراح في محاولة لتفريغ المدينة المقدسة من سكانها وتهجير أهلها .
من اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في حي الشيخ جراح
وترأس وفد دولة فلسطين في الاجتماع الوزاري الطارئ الافتراضي وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وسفير دولة فلسطين مندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح، والسفير المناوب لدى الجامعة العربية مهند العكلوك.
ويعقد الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" بحضور الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لإصدار موقف عربي حازم لوقف الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس والمسجد الأقصى فورا .
متظاهرون فلسطينيون في حي الشيخ جراح (أرشيفية من فرانس برس)
ومن المقرر أن يخرج وزراء الخارجية العرب بقرار هام يؤكد على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية جمعاء، وعلى أن مدينة القدس الشرقية المحتلة، عاصمة دولة فلسطين، جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، والتضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني والدعم القوي لصموده في مدينة القدس المحتلة بمواجهة سياسات وممارسات العدوان الإسرائيلي الممنهج والذي يستهدف تهويدها وتشويه هويتها العربية، وتهجير أهلها الفلسطينيين العرب.
ومن جانبه قال السفير اللوح، إننا نعول كثيرا على عقد الاجتماع الوزاري الافتراضي وعلى عمقنا العربي والإسلامي، مضيفا: "إننا نريد من الأشقاء العرب تحركا عاجلا وفوريا لحشد موقف دولي ضاغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف جرائمها".
وأكد في تصريح صحفي قبيل انطلاق مجلس الجامعة إن عقد هذا الاجتماع هو رسالة لأهلنا بالقدس بأنكم لستم وحدكم بل أمتكم العربية وأحرار العالم معكم، مشددا على ضرورة وضع آلية تحرك عربي على المستوى الدولي لمتابعة ما يجري بالقدس وفتح تحقيق دولي من خلال محكمة الجنائية الدولية بجرائم الحرب التي ترتكبها على مدار الساعة بالقدس والأقصى وقطاع غزة.