في لهجة تجمع بين المهادنة والحدة، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، أن الاتحاد الأوروبي يحتاج لبلاده، مشيرا إلى أن أنقرة لا تزال تتطلع إلى عضوية الاتحاد رغم العراقيل، متهما في الوقت عينه الاتحاد بـ"العمى الاستراتيجي" وبعدم الالتزام بوعوده.
وأضاف في بيان نشرته وكالة الأناضول: "متمسكون بموقفنا حيال تحقيق هدفنا الاستراتيجي المتمثل في الانضمام للاتحاد الأوروبي رغم ازدواجية المعايير والعوائق"، مضيفا أن عضوية تركيا في الاتحاد ستسهم في ازدهار أوروبا بأكملها وسيجعلها فعالة على المستوى الإقليمي والدولي.
"إعادة هيكلة"كما أضاف: "انعدام الرؤية والصبر الاستراتيجي يمثلان العائق الأكبر أمام تحول الاتحاد إلى لاعب عالمي قوي" وتابع: "من الواضح جدا أن الاتحاد الأوروبي لن يستطيع مواصلة وجوده بشكل قوي دون مساهمة ودعم من بلادنا"
إلى ذلك، لفت إلى وجود العديد من التحديات الماثلة أمام الأوروبي في الآونة الأخيرة، مثل أزمة اللاجئين، ومعاداة الأجانب، والهشاشة المالية، وتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد، وجائحة كورونا، مؤكدا أن حل هذه المشاكل يحتاج إلى التعاون وتبني الاتحاد مجددا منظورا شاملا وشجاعا..
وأكد أن تركيا التي تعد جزءا من أوروبا مستعدة لفعل ما يترتب عليها فيما يتعلق بالمساهمة في حل المشاكل التي تعترض الاتحاد وزيادة فاعليته.
كما اتهم بعض دول الاتحاد بأنها تنقل خلافاتها الثنائية مع تركيا إلى أروقته، الأمر الذي يؤثر سلبا على العلاقات التركية الأوروبية بشكل عام، ويضعف قدرة الاتحاد على مواجهة التهديدات العالمية.
الاتحاد الأوروبي
يشار إلى أن الاتحاد الأوروبي يحتفل بـ "يوم أوروبا" في 9 أيار/ مايو في كل عام لإحياء ذكرى إعلان شومان عام 1950 الذي أسس لإنشاء "الجماعة الأوروبية للفحم والصلب"، وهي النواة التي شكلت الإرهاصات الأولى للاتحاد.
وتشهد العلاقات بين الاتحاد وتركيا توترا بسبب خلافات حول عدة ملفات من التنقيب في المتوسط، إلى ليبيا، وملف اللاجئين وتراجع الحريات في تركيا.
لكن حدة التوتر تراجعت قليلا بعد سياسة التهدئة التي اتبعتها أنقرة، إزاء قلقها من احتمال تشدد الموقف الأميركي تجاهها مع تولي الإدارة الديمقراطية الجديدة مهامها في واشنطن التي أصبحت أقل مهادنة تجاهها مما كانت عليه في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.