نبض لبنان

المعارضة تنصح أردوغان "لا تخفِ إبهامك" .. وتتودد لمصر

بعد الإشارات والتصريحات التركية الأخيرة من جانب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقيادات حزبه بالرغبة في التصالح والتقارب مع مصر، أعلنت المعارضة التركية هي الأخرى رغبتها في فتح صفحة جديدة مع القاهرة، منتقدة خطوة أردوغان التي وصفتها بالمتأخرة وجاءت بعد سنوات من إحداث التصدعات.

في السياق، أكد أونال تشيفكوز كبير مستشاري الشؤون الخارجية في حزب الشعب الجمهوري المعارض بتركيا، أنه قبل تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو عن مصر ورغبة نظامه في التقارب معها، كان للمعارضة نفس الرأي ونادت به كثيرا طيلة السنوات الماضية.

كما أضاف:" تطرقنا لذلك الأسبوع الماضي وقلنا إن النظام التركي الحالي لايفهم حضارات البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا ويخلط السياسات والأوراق ويعتقد أنه ما يقوم به يفيد بلادنا.

"لا تخفوا إبهامكم"

وفي تعليق له على انتقاد أحد متابعيه من أنصار أردوغان على تلك الدعوة قال "عليكم ألا تخفوا إبهامكم بعد ذلك في إشارة لعلامة رابعة التي يلوح بها الرئيس التركي وأنصاره ضد مصر على خلفية اعتصام الإخوان المسلح في ميدان رابعة بالقاهرة".

وعن هدف إرسال وفد من المعارضة التركية إلى القاهرة، قال بركات قار المحلل التركي لـ"العربية. نت" إن المعارضة تقدر مصر ودورها وترغب في تطبيع كامل للعلاقات معها، مضيفا أن الزيارة لا تأتي حسب اعتقاده ردا على تقارب أردوغان مع مصر بقدر ما تهدف لقيام علاقات مع القوة المجتمعية و السياسية في القاهرة ، وشرح وجهات نظر المعارضة فيما يجرى في المنطقة من أحداث وقضايا .

"شروط خطيرة"

من جهته، اعتبر عثمان فاروق لوغ أوغلو نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري سابقا والسفير التركي في واشنطن الأسبق لـ" العربية. نت " أن "التقارب التركي مع مصر إذا أثمر سيكون في صالح البلدين ويخفف التوترات في المنطقة، فهما قوتان إقليميتان كبيرتان لذلك يأمل -حسب تعبيره -أن تنجح .

كما أضاف: لكن من الواضح أن هناك شروطا خطيرة يجب تلبيتها، فمصر -وهذا حقها - ستسعى للحصول على تأكيدات معينة من تركيا قبل أن يحدث أي إعادة للعلاقات، وقد تم بالفعل الإعلان عن أهمها وهي احترام السيادة، وعدم التدخل في الشؤون العربية والداخلية، مشيرا إلى أن المطلب الأكثر حساسية هو طلب بإنهاء كل الدعم والتسهيلات المقدمة لعناصر الإخوان المسلمين.

ورجح أن تُطرح أيضا قضايا سوريا وليبيا وشرق البحر المتوسط.

إلى ذلك، ختم موضحا أنه على الرغم من أن تطبيع العلاقات بين تركيا ومصر أمر مرغوب فيه، إلا أنه لن يكون سهلاً، مؤكدا أنه سيتطلب مفاوضات صبورة وسرية وسيستغرق تطوير الثقة المتبادلة وقتا طويلا .