صمت مطبق بين واشنطن وأنقرة، فالرئيس الأميركي جو بايدن وعلى الرغم من تسلمه المنصب منذ يناير لم يتصل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الآن، ما أثار تساؤلات في تركيا، لا بل تصدر موضوع هذا الاتصال الذي لم يأت بعد حديث الصالات السياسية، بحسب ما أفاد تقرير لمجلة "فورين بوليسي".
ففي حين أجرى بايدن العديد من الاتصالات الهاتفية الروتينية مع زعماء العالم، إلا أن اتصالا مع الرئيس التركي لم يحصل.
وألمحت المجلة إلى أن هذا الصمت جاء نتيجة الازدراء المتبادل بين حليفي الناتو، ونتيجة الصدامات حول عدة ملفات من سوريا إلى شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي ”إس 400“.
أس 400 الروسي
كما أثبتت عشرات المقابلات مع المسؤولين، والنواب، والخبراء أن صمت هاتف بايدن مؤشر على لهجة أميركية أكثر صرامة تجاه تركيا، التي على ما يبدو أنها ستحظى بمعاملة باردة من قبل ساكن البيت الأبيض، ما لم تغير اتجاهها وبشكل سريع.
وفي هذا السياق، قالت أبيجيل سبانبيرغرن النائبة الديمقراطية في الكونغرس عن ولاية فيرجينيا، وعضو مجلس الشؤون الخارجية في مجلس النواب:" العلاقة معقدة للغاية، ونحن لسنا في موقع يسمح لنا بالاعتماد على تركيا بنفس الطريقة التي سبق الاعتماد عليها من قبل، ولا نملك الشعور بأننا نستطيع ذلك، كما يحدث مع حلفاء آخرين في الناتو.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين (أرشيفية- رويترز)
فيما أكد أيكان إرديمير، العضو السابق في البرلمان التركي، الذي يعمل حاليا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، المركز الفكري الذي يتخذ من واشنطن مقرًا له أن هذا أدنى مستوى للعلاقات الأميركية التركية.
توجهات استبداديةإلى ذلك، اعتبرت المجلة أن الرئيس الأميركي يواجه مهمة صعبة تتراوح بين قدرته على إصلاح العلاقات مع حليف قديم في الناتو، والحدّ في الوقت عينه من التوجهات الاستبدادية المتصاعدة للرئيس التركي
كما رأت أن النهج التركي الشرس في السياسة الخارجية يخلق أزمة محتملة تنتظر بايدن، متوقعة أن يظل أردوغان عالقًا في قبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد شراء أنظمة الدفاع الروسية، فيما يتناقض مع الولايات المتحدة في ملفات شرق البحر المتوسط، والشرق الأوسط، وشمال أفريقيا.