رفضت الحكومة الإثيوبية دعوات الولايات المتحدة لسحب قواتها من إقليم تيغراي المحاصر. وفي رد على دعوة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لسحب القوات من تيغراي فورا، قالت وزارة الخارجية الإثيوبية "الأمر متروك لحكومة أديس أبابا، وليس لقوة أجنبية".
كما أضافت في بيان اليوم "يجب أن يكون واضحا أن مثل هذه الأمور مسؤولية الحكومة الإثيوبية وحدها، فحكومتنا مثل أي حكومة لدولة ذات سيادة، لديها مبادئ تنظيمية في هياكلها الفيدرالية التي تكون مسؤولة فقط أمام الشعب الإثيوبي."
إلى ذلك، شددت على أنه "لا ينبغي لأي دولة أجنبية أن تحاول إملاء الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة".
قلق دولي حول مصير سكان تيغراييأتي هذا فيما تزايد القلق بشأن مصير سكان تيغراي، البالغ عددهم ستة ملايين نسمة، مع ورود تقارير عن استمرار القتال الشرس بين القوات الإثيوبية وأولئك الذين يدعمون قادة تيغراي الهاربين.
سكان من تيغراي يبكون موتاهم (أرشيفية- فرانس برس)
وكان بلينكن دعا الاتحاد الإفريقي وشركاء دوليين آخرين السبت إلى المساعدة لمواجهة أزمة آخذة في التفاقم في تيغراي شمال إثيوبيا وأدان الفظائع التي ارتكبت.
كما تحدث عن خيبة أمل متزايدة إزاء تعامل إثيوبيا وإريتريا المجاورة مع ما وصفه "بأزمة إنسانية آخذة في التفاقم".
مجزرة وصورأتت تصريحات بلينكن بعدما أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا يتهم القوات الإريترية بقتل مئات المدنيين خلال 24 ساعة من العام الماضي، في واقعة وصفتها المنظمة بأنها ربما تصل لمستوى الجرائم ضد الإنسانية.
وجمعت المنظمة الحقوقية في تقرير جديد شهادات ناجين من هذه المجزرة واستخدمت صورا ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية لتكوين صورة كاملة عن هذا الحدث الذي وقع وفق المنظمة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في بلدة أكسوم التاريخية في شمال إقليم تيغراي.
أحد سكان تيغراي يبكي بعد تشييع أحد الضحايا (أرشيفية- فرانس برس)
وقال ديبروس موشينا مدير المنظمة في شرق وجنوب إفريقيا إن "الأدلة مقنعة وتشير إلى نتيجة مروعة، فالقوات الإثيوبية والإريترية ارتكبت جرائم حرب عدة في الهجوم الذي شنته للسيطرة على أكسوم".
كما أضاف في حينه "أكثر من ذلك، قتلت القوات الإريترية بشكل منهجي مئات المدنيين بدم بارد، وهو ما يبدو أنه يشكل جرائم ضد الإنسانية. هذا العمل الوحشي يعتبر من أسوأ ما تم توثيقه حتى الآن في هذا النزاع".