تعددت الملفات التي وتّرت العلاقات بين أميركا والصين خلال الأشهر الأخيرة، بدءاً من الحرب التجارية وليس انتهاء بفيروس كورونا المستجد، وسط أمل صيني بتغير الحال مع الإدارة الجديدة.
ولعل ملف هونغ كونغ كان أحد أبرز أسباب التوتر، وفي جديده اليوم أن طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالإفراج الفوري عن الناشطين المؤيدين للديموقراطية المحتجزين في الإقليم بموجب قانون الأمن القومي.
وكتب على تويتر "نحن نندد باحتجاز المؤيدين للديموقراطية المرشحين لانتخابات هونغ كونغ وبالتهم الموجهة إليهم وندعو إلى الإفراج الفوري عنهم".
كما اعتبر أن المشاركة السياسية وحرية التعبير ينبغي أن لا تكون جرائم، مؤكداً أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب شعب هونغ كونغ.
"القمع مستمر"جاء كلام الوزير الأميركي بعدما وجهت شرطة هونغ كونغ الأحد الاتهام إلى نحو 50 ناشطا في التيار المطالب بالديموقراطية بتهمة "التخريب"، ما يعكس استمرار القمع الذي تمارسه بكين.
وأعلنت الشرطة أن 47 شخصاً سيُحاكمون بتهمة "التآمر لارتكاب عمل تخريبي" إحدى الجرائم التي وردت في قانون الأمن القومي الذي فرضته بكين على هونغ كونغ ردا على أشهر من احتجاجات شهدتها المدينة في 2019، وسط اتهامات تشكّل صفعة للمعسكر المؤيد للديموقراطية.
من هونغ كونغ (فرانس برس)
ويلاحق الناشطون الـ47 على خلفية انتخابات تمهيدية أجرتها المعارضة وشارك فيها 600 ألف شخص في تموز/يوليو معولة على الشعبية الهائلة لتعبئة 2019 قبل الانتخابات التشريعية التي كان يفترض أن تجرى في أيلول/سبتمبر وأرجئت لمدة عام بسبب فيروس كورونا.
فيما أثارت هذه الانتخابات التمهيدية غضب الصين التي اعتبرتها "استفزازا خطيرا" ومحاولة لشل حكومة المدينة، وحذرت من أن الحملة قد تندرج تحت صفة "التخريب" بموجب قانون الأمن القومي.
من هونغ كونغ (فرانس برس)
يذكر أن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يخف قلقه أبداً من الإجراءات الصينية في الإقليم حينما تحدّث مع نظيره الصيني شي جين بينغ قبل أيام، في أول اتصال مباشر له مع زعيم ثاني أكبر اقتصاد في العالم منذ فوزه في الانتخابات.
وأكد بايدن حينها على مخاوفه العميقة بشأن "الممارسات الصينية الاقتصادية القسرية وغير العادلة، والقمع في هونغ كونغ، وانتهاكات حقوق الإنسان في شينغ يانغ، والإجراءات الحازمة المتزايدة في المنطقة، بما في ذلك تجاه تايوان".
الرئيس الأميركي ونظيره الصيني
يشار إلى أن تلك المكالمة كانت الأولى بين شي ورئيس أميركي منذ تحدث الرئيس الصيني مع الرئيس السابق دونالد ترمب في مارس الماضي. ومنذ ذلك الحين، تدنت العلاقات بين البلدين إلى أسوأ مستوى لها منذ عقود.