نبض لبنان

بعد قرار الجامعة.. الطلاب لأردوغان: احتلال لأجل أتباعك

في وقت هزت فيه احتجاجات الطلاب خلال الأيام الماضية البلاد رداً على قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنشاء كليتين جديدتين في جامعة بوغازيتشي التي تعد من أرقى الجامعات في البلاد، تحدى الرئيس رغبة الطلاب ونشر قراره في الجريدة الرسمية، السبت.

في التفاصيل، أمر الرئيس التركي بإنشاء كليتين جديدتين في جامعة بوغازيتشي (البوسفور بالعربية)، التي لها شأن كبير وتعتبر من أعرق جامعات البلاد، وسط سلسلة احتجاجات عمتها خلال الأسابيع الماضية على الخطوة.

وجاء في قرار أردوغان، الذي نُشر في الجريدة الرسمية السبت، أن كليتي القانون والاتصالات ستُفتتحان في جامعة بوغازيتشي، وسط تعالي الأصوات المنتقدة التي تقول إن إنشاء كليات جديدة سيسمح لرئيس الجامعة المعين من قبل الرئيس بتوظيف موالين للحكومة.

احتلال للحريات الأكاديمية!

فيما غردت مجموعات طلابية شاركت في الاحتجاجات ضد القرار الجديد، قائلة إنها محاولة "احتلال" للحريات الأكاديمية.

يذكر أن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس كانوا قادوا احتجاجات سلمية ضد رئيس الجامعة الجديد، مليح بولو، الذي له صلات بحزب أردوغان الحاكم، داعين إلى استقالته والسماح للجامعة بانتخاب رئيسها.

من الجامعة

واعتقلت الشرطة مئات المتظاهرين في الجامعة وفي أماكن أخرى عمتها احتجاجات تضامنية، كما اقتيد بعضهم بعد مداهمات لمنازلهم.

أردوغان عن الطلاب المحتجين: إرهابيون!

فيما اعتبر مسؤولون حكوميون كبار أن "جماعات إرهابية" تغذي الاحتجاجات، ووصف أردوغان الطلاب المحتجين بالإرهابيين.

إلى ذلك، انتقد مسؤولون من الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي طريقة تعامل تركيا مع الاحتجاجات.

وكان طلاب وكوادر الجامعة قد تظاهروا في الحرم الجنوبي للجامعة، الخميس، مؤكدين على استمرارية مطلبهم باستقالة مليح بولو رئيس الجامعة المعين من قبل أردوغان، وذلك بعد إفراج السلطات عن 51 طالباً اعتقلتهم مساء الاثنين أمام مكتب رئيس الجامعة.

من التظاهرات أمام جامعة البوسفور في اسطنبول الشرطة التركية

في المقابل، أكد رئيس الجامعة المعين حديثاً مليح بولو أنه لن يتنحى بعد احتجاجات طلاب الجامعة والأكاديميين. وفي حديثه للصحافيين، الأربعاء، أوضح بولو أنه لا ينوي الاستقالة من منصبه، وأنه يفترض أن الأزمة التي بدأت مع تعيينه ستنتهي في غضون 6 أشهر.

ووسط الاحتجاجات المستمرة وما تلاها من تدخل الشرطة ضد الطلاب واحتجازهم، أجرت شركة Metropoll Research استطلاعاً للرأي، وسألت المشاركين في الاستطلاع إن كانوا يوافقون على تعيين أشخاص من الأحزاب السياسية أو سياسيين مثل النواب السابقين أو المرشحين البرلمانيين السابقين كرؤساء جامعات. وأجاب 69% من المشاركين بـ"لا"، بينما أجاب 20.2% بـ"نعم"، و10.8% "ليس لديهم فكرة أو إجابة".

من التظاهرات أمام جامعة البوسفور في اسطنبول

وبالنظر إلى توزيع الرافضين حسب انتماءاتهم الحزبية، أكدت الشركة أن 50.6% من ناخبي حزب العدالة والتنمية الحاكم، و63.8% من ناخبي حزب الحركة القومية (حليف حزب أردوغان)، و90.2% من ناخبي حزب الشعب الجمهوري المعارض، و85.1% من ناخبي حزب الخير المعارض، و85.1% من ناخبي حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، أجابوا على هذا السؤال بـ"لا".

إل ذلك عندما سألت الشركة المشاركين باستطلاع الرأي، "كيف تعتقد أنه ينبغي تحديد رؤساء الجامعات"، أجاب 73% أن "أعضاء هيئة التدريس في الجامعات يجب أن ينتخبوا رؤساءهم بأنفسهم"، بينما قال 17.9% إن "العمداء يجب أن يعينهم الرئيس"، وهو النظام الحالي في تركيا.