نبض لبنان

شاهد.. قمع غير مسبوق لاحتجاجات طلابية في أنقرة وإسطنبول

فرقت الشرطة التركية في مدينتي أنقرة وإسطنبول احتجاجات طلابية، ضد تعيين الرئيس رجب طيب أردوغان أكاديمي مقرب منه في رئاسة إحدى أقدم جامعات إسطنبول.

في 1 يناير الماضي أصدر الرئيس التركي قراراً بتعيين البروفيسور "مليح بولو" رئيساً لجامعة "بوغازتشي" إحدى أقدم وأعرق الجامعات التركية، ما أثار احتجاجات طلاب وكوادر الجامعة بدأت في 2 يناير ضد قرار أردوغان تعيين مقرب منه، وعضو حزب العدالة والتنمية، في رئاسة الجامعة، بشكل يخالف الأعراف الديمقراطية في الجامعات التركية حيث يأتي رئيس الجامعة عبر الانتخابات.

وشهدت كل من اسطنبول وأنقرة الثلاثاء، احتجاجات أطلقت خلالها شرطة إسطنبول الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين الذين تجمعوا في منطقة "قاضي كوي" في الجانب الآسيوي، بناءً على دعوة من مجموعة المجتمع المدني لقوى العمل والسلام والديمقراطية في اسطنبول.
وبحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية تعرض العديد من الأشخاص للضرب والاعتقال أثناء تدخل الشرطة، بينما ردد المتظاهرون هتافات "كتفا بكتف ضد الفاشية" وحملوا لافتات كتب عليها "لن ننظر إلى الأسفل أبداً"، كذلك اعتدت الشرطة على الصحفيين، وحاولت منعهم من تغطية الاحتجاجات.

وازداد الدعم في أكثر من ولاية لطلاب جامعة "بوغازتشي" (البوسفور بالتركية)، بعد انتشار مقطع فيديو لضابط شرطة في الأول من فبراير، يطلب من أحد الطلاب بالنظر إلى الأسفل، ما أثار الغضب بسبب معاملة الضابط للطالب الجامعي، وبات شعار "لن ننظر إلى الأسفل" موضوعاً متداولاً عبر تويتر فور نشر الفيديو.

وتعقيباً على هذا الفيديو أصدرت المديرية العامة للأمن في إسطنبول، بياناً نشرته عبر حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي، فندت فيه "مزاعم إهانة ضباط الشرطة للطلاب الذين ساروا في مجموعات من منطقة إتيلر إلى جامعة بوغازيتشي، والقول للطلاب أن عليهم النظر إلى الأسفل"، مؤكدة أن هذا الكلام زائف.
وانطلق المحتجون الثلاثاء، إلى ميدان "قاضي كوي" بعد أن حظر مكتب حاكم المنطقة جميع التظاهرات لمدة سبعة أيام بحجة الاجراءات الاحترازية لمكافحة وباء كورونا، بالتزامن مع قرار مماثل من والي إسطنبول بحظر التجمعات والتظاهرات في المناطق التي يقع فيها حرم جامعة "بوغازيتشي"، حتى 5 فبراير الجاري.
وأكد الطالب "باريش عارف أوغلو" وهو أحد الناشطين في تنظيم الاحتجاجات بجامعة "بوغازيتشي" أن حركة الاحتجاجات ستستمر، وأن الطلاب لن يتراجعوا عن مطلبهم باستقالة "مليح بولو".

ولفت صاري يشار في اتصال مع العربية.نت، إلى ازدياد الدعم المحلي للطلاب في احتجاجهم، "اليوم في حي قاضي كوي، خرج الأهالي من شرفات منازلهم لدعمنا، بعضهم بدأ يطرق على الأواني كوسيلة لدعمنا معنوياً".

رئيس الجامعة المقرب من أردوغان

بدورها قالت عائشة ألتون للعربية.نت، إن احتجاجات الطلاب المستمرة منذ شهر منعت حتى اللحظة رئيس الجامعة المقرب من أردوغان من مباشرة مهامه، فالكادر التدريسي متعاطف مع الطلاب، "يوم أمس بعد موافقة أحد الكوادر الإدارية على شغل منصب مستشار رئيس الجامعة، تراجع بسبب تصاعد الاحتجاجات، أعتقد أن الاحتجاجات تؤتي ثمارها، ولن نتوقف في منتصف الطريق".

وفي العاصمة أنقرة تجمع طلاب جامعيون من جامعة الشرق الأوسط التقنية، دعماً لنظرائهم في إسطنبول، وردت الشرطة باستخدام القوة لتفريق المتظاهرين.

وأكدت منظمات طلابية اعتقال 6 من المشاركين في احتجاجات العاصمة، دون أي بيان رسمي من الشرطة، حول عدد الطلاب المعتقلين، فيما تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لما قالوا إنها اعتداءات تعرض لها المحتجون في العاصمة من قبل الشرطة التركية.

وكانت السلطات التركية أكدت الاثنين، اعتقال أكثر من 150 طالباً من طلاب "بوغازيتشي" في اسطنبول، أكدت فيما بعد وسائل إعلام محلية الإفراج عن 98 طالباً منهم في وقت لاحق.