استياء كبير عمّ الأوساط السياسية والإعلامية في بريطانيا بعد عودة الناطق السابق باسم زعيم القاعدة أسامة بن لادن، إلى لندن، وذلك عقب إفراج محكمة أميركية عنه قبل فترة.
فقد أطلقت المحكمة سراح عادل عبد الباري، بعد أن قضى في السجون بريطانيا والولايات المتحدة 16 عاما بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب، ولاسيما تلك المتعلقة بتفجيرات استهدفت السفارتين الأميركيتين بكينيا وتنزانيا في 1998، ما نتج عنه سقوط 224 قتيلا، وإصابة أكثر من 5 آلاف شخص بجروح مختلفة.
وكشف تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل"، أنه جرى اعتقال عبد الباري من قبل السلطات البريطانية عام 2000، قبل تسليمه إلى أميركا عقب معركة قانونية طويلة، وحكم عليه في العام 2015 بالسجن 25 عاما، بعد اعترافه بثلاث تهم، منها "التآمر لقتل أميركيين بالخارج"، إلى أن تم تخفيض مدة السجن إلى 16 عاما.
عادل عبد الباري
في السياق أيضاً، أشار التقرير إلى أن عبد الباري يعيش مع زوجته منذ لجوئهما إلى بريطانيا في شقة تعادل قيمتها أكثر من ميلون جينه إسترليني أي 1.36 مليون دولار تقريبا، ويتلقى مساعدات ومعونات.
كما سخرت الصحيفة من دفاع القياديين في حزب العمال المعارض، جيريمي كوربين وجون ماكدونيل، واللذين طالبا في العام 2012 بالإفراج عن عبد الباري وعدم تسليمه إلى الولايات المتحدة.
واستشهدت بموقفها في أن ابن عبد الباري، وهو عبد المجيد، كان انضم إلى صفوف تنظيم داعش في سوريا قبل أن تعتقله السلطات الإسبانية في طريق عودته إلى أوروبا، ما يدل على أنه ما من أثر إيجابي لهؤلاء على المجتمع البريطاني، بحسب تعبيرها.
عادل عبدالباري ونجله
من جهتها، اعتبرت صحيفة "ذا صن" البريطانية، أن عودة عبد الباري إلى لندن تمثل مصدر قلق للداخلية البريطانية، التي أكدت أنها عازمة على تخليص البلاد من التهديدات الإرهابية.
وقالت الصحيفة إن عبدالباري قد يطالب بكثير من المزايا، منها المراقبة الأمنية لسلامته، ما يكلف دافعي الضرائب في المملكة المتحدة مبالغ طائلة.
تهم لا تحصى وإداناتيذكر أن مصادر أمنية مصرية كانت كشفت قبل فترة لـ"العربية.نت" عن معلومات عن عبدالباري الذي كان واحدا من قيادات جماعة الجهاد الإسلامي المتورطة في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، كما كشفت دوره في قضايا أخرى.
وأضافت أن اسمه عادل عبد المجيد عبد الباري من مواليد 1960 انضم لصفوف الجماعة الإسلامية في نهاية السبعينيات واعتقل في بداية الثمانينيات وخرج في العام 1985 حيث حصل على ليسانس الحقوق.
بن لادن وابن عادل عبد الباري
كما أشارت إلى أن المذكور عمل محاميا وتخصص في الدفاع عن قضايا الجماعات الإسلامية والمعتقلين، وفي عام 1991في طريق عودتهما لمصر، إلى لندن تقدم بطلب للحصول على اللجوء السياسي وحصل عليه.
واتهم عبدالباري في قضية طلائع الفتح عام 1993 ومحاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقي، وسافر إلى أفغانستان عام 1995 وهناك اقترب من الإرهابي المصري محمد إبراهيم المكاوي الملقب بسيف العدل، ومن خلاله تعرف على أسامة بن لادن زعيم القاعدة واضطلع بدور كبير في تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام في العام 1998، كما توجه إلى باكستان ومنها إلى اليمن، ثم إيران، ثم عاد لأفغانستان وقبض عليه عقب أحداث 11 سبتمبر من العام في 2001.