عرضت دولة جنوب السودان، اليوم الخميس، القيام بوساطة بين الخرطوم وأديس أبابا لحل الأزمة الحدودية الحالية.
وقد أجرى رئيس جنوب السودان، سلفاكير ميارديت، اتصالاً هاتفياً برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان بحثا خلاله الأحداث على الحدود السودانية الإثيوبية، حسب ما كشفه توت قلواك، مستشار سلفاكير للشؤون الأمنية.
البرهان يستقبل توت قلواك
وأكد توت قلواك أن "سلفاكير أبدى خلال الاتصال استعداده للتوسط بين السودان وإثيوبيا من أجل التوصل إلى حل سياسي ودبلوماسي لقضية الحدود وفق الحدود الدولية المعروفة، حفاظاً على العلاقات الأخوية بين البلدين وحفظ السلام في الإقليم".
من جهته، أكد البرهان على "الحل الودي والأخوي للخلافات الحدودية مع إثيوبيا"، بحسب قلواك. كما لفت إلى أن "رئاسة السودان لمنظمة دول الإيقاد من شأنها أن تسهم في حل القضية عبر المنظمات الإقليمية".
من جانبه، قال مجلس السيادة السوداني إن البرهان تلقى رسالة من سلفاكير ميارديت تتصل بالعلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها وترتيبات تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان.
وأكد رئيس مجلس السيادة، خلال لقائه بمكتبه اليوم رئيس فريق الوساطة الجنوبية توت قلواك، أن "الحكومة اتخذت خطوات عملية في سبيل تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان، بتشكيل اللجنة العليا لمتابعة التنفيذ والتي تضم الأطراف الموقعة على السلام، بالإضافة إلى تكوين مجلس شركاء الفترة الانتقالية".
يأتي هذا بينما قالت وزارة الخارجية السودانية، الأربعاء، إن طائرة عسكرية إثيوبية عبرت الحدود بين البلدين "في تصعيد خطير وغير مبرر".
وبسبب نزاع مستمر منذ عقود على الفشقة، وهي أرض ضمن الحدود الدولية للسودان يستوطنها مزارعون من إثيوبيا منذ وقت طويل، اندلعت اشتباكات بين قوات من البلدين استمرت لأسابيع في أواخر العام الماضي.
البرهان خلال زيارته الأربعاء للمنطقة الحدودية مع اثويبيا
وأضافت وزارة الخارجية السودانية في بيان أن الحادث "يمكن أن تكون له عواقب خطيرة، ويتسبب في المزيد من التوتر في المنطقة الحدودية" لكنها لم تذكر متى حدث ذلك.
وطالبت الوزارة إثيوبيا بعدم تكرار "مثل هذه الأعمال العدائية في المستقبل لما لها من تداعيات خطيرة على مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى الأمن الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي".
وكانت إثيوبيا قد حذّرت السودان الثلاثاء من نفاد صبرها إزاء استمرار الحشد العسكري في المنطقة الحدودية المتنازع عليها، رغم محاولات نزع فتيل التوتر عبر الجهود الدبلوماسية.
ورداً على ذلك قال وزير الإعلام السوداني والمتحدث باسم الحكومة، فيصل محمد صالح، إن الخرطوم لا تريد حرباً مع إثيوبيا لكن قواتها سترد على أي عدوان.
كما أدانت وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء، ما قالت إنه هجوم شنته "عصابات" إثيوبية في الفشقة يوم الاثنين على بعد خمسة كيلومترات من الحدود. وأضافت أن الهجوم تسبب في مقتل خمس سيدات وطفل وفقدان سيدتين، جميعهم سودانيون كانوا يقومون بحصاد المحصول.
وقال السودان يوم 31 ديسمبر إنه بسط سيطرته على كل الأراضي السودانية في المنطقة. من جهتها، تقول إثيوبيا إن السودان استغل انشغال القوات الإثيوبية في صراع تيغراي واحتل أرضا إثيوبية ونهب ممتلكات.