أطلقت ميليشيا الحوثي حملة عسكرية، اليوم الاثنين، للقبض على شخصيات قامت بتسريب المعلومات حول قضية بيع أب لطفلته في محافظة إب، وسط اليمن، وذلك في إطار محاولة دفن القضية وعدم كشف الوضع المتردي في المحافظة.
ونقل موقع "المشهد اليمني" عن مصادر أمنية، أن مدير عام أمن محافظة إب المعين من الحوثيين عبدالله الطاووس، عقد اجتماعا طارئا ضم قيادات حوثية أمنية للوقوف وراء تداعيات فضيحة بيع أب لابنته بمبلغ 200 ألف ريال يمني، وهو ما كشف عن تدهور الوضع المعيشي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وأضافت المصادر أن الحوثيين أعادوا البنت إلى والدها، وتم دفع مبلغ 200 ألف ريال لوالدها لإعادة ابنته، كما طالبت الميليشيات الحوثية من والد الفتاة إنكار القضية مقابل مبالغ مالية، ومازالت تمارس على والدها ضغوطات للظهور الإعلامي والكلام بما تملي عليه.
وأكدت المصادر أن الحوثيين اتهموا من قام بنشر الواقعة من أقارب الفتاة بخدمة أجندة خارجية، وقاموا بحملة أمنية للقبض عليهم بحجة أنهم افتعلوا الحادثة لخدمة ما أسموه "العدو الخارجي".
ومع تحول القضية إلى رأي عام حاولت ميليشيات الحوثي التشكيك بالواقعة ما دفع ناشطين إلى نشر مقطع فيديو للأب الذي باع طفلته وهو المدعو ياسر عيد الصلاحي، يتحدث عن الجريمة.
كما تم نشر فيديو آخر لمن قام بشراء الطفلة وهو المدعو محمد حسن الفاتكي.
واستنكرت المؤسسة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر (مستقلة) هذه الجريمة التي وصفتها بالبشعة، لتسريب وثيقة بيع الطفلة ليمون ياسر الصلاحي من قبل والدها للمدعو محمدحسن علي الفاتكي بمبلغ 200 ألف ريال وتعميد الوثيقة من محكمة إستئناف محافظة إب.
وقالت في بيان إنها "تنتهك حقوق الطفولة وكرامة الإنسان، والتي تعتبر "جريمة عابرة للحدود أنتهكت القيم الدينية والإنسانية، وجريمة معاقب عليها في القانون الوطني والدولي".
وطالبت بفتح تحقيق عاجل في هذة القضية وتقصي الحقائق وسرعة القبض على مرتكبيها وكل من شارك فيها بصورة مباشرة أو غير مباشرة ومحاكمتهم محاكمة مستعجلة وعلنية وفقا لقانون مكافحة الاتجار بالبشر.
كما طالبت بإحالة رئيس محكمة إستئناف محافظة إب للتحقيق وموظفي المحكمة المشاركين في تعميد الوثيقة ليكونوا عظة وعبرة لمن تسول له نفسة ارتكاب مثل هذة الجرائم.. وحملت السلطات المختصة في محافظة إب كامل المسئولية حيال ذلك.
وأثارت قضية بيع أب يمني لطفلته التي لا يتجاوز عمرها ثماني سنوات، وبعقد موثق رسميا في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية، غضبا عارما في أوساط اليمنيين، الذي اعتبروها "اتجار بالبشر" وشرعنة للعبودية.
وتشير الوثيقة إلى أن الأب ياسر عيد الصلاحي، باع ابنته والتي تدعى ليمون إلى محمد حسن علي الفاتكي، مقابل 200 ألف ريال يمني فقط، أي “نحو 350 دولارا”.
وبحسب الوثيقة فأن حادثة البيع حدثت قبل نحو عام، وفي شهر أغسطس 2019 بالتحديد، وأن الأب باع ابنته "ليمون" لكي يسدد ديونه لمطلقته.