ما لبث أن أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأحد، مقتل زعيم تنظيم داعش أبي بكر البغدادي، حتى تهافتت التصريحات من كل الأطراف المشاركة بالعملية.
ترمب أعلن في تصريحات أن قوات أميركية خاصة نفذت العملية وحدها دون أن يتطرق إلى أي مساعدات ميدانية على الأرض.
إلا أن الرئيس الأميركي شكر في معرض حديثه الحكومة العراقية، وقال إن العراق لعب دورا كبيرا في الغارة التي قتلت البغدادي الليلة الماضية.
بغداد: نحن من أبلغنا!
هذا الكلا لم يرضي العراق، الذي قال إن جهاز المخابرات الوطني حدد موقع زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي وأبلغ به الولايات المتحدة التي نفذت الغارة التي انتهت بمقتله.
وأضاف بيان للجيش العراق أنه و "بعد متابعة مستمرة وتشكيل فريق عمل مختص وعلى مدار سنة كاملة، تمكن جهاز المخابرات الوطني العراقي، وفقا لمعلومات دقيقة، من تحديد الوكر الذي يختبأ فيه رأس داعش الإرهابي المجرم أبو بكر البغدادي ومن معه في محافظة إدلب السورية، وعلى إثرها نفذت قوة أميركية بالتنسيق مع جهاز المخابرات الوطني العراقي، عملية عسكرية أدت إلى إبادة الإرهابي أبو بكر البغدادي ومن معه، وهذا نصر جديد يضاف إلى الانتصارات التي حققتها قواتنا الأمنية البطلة".
سوريا الديمقراطية: "بل نحن"
ترمب أيضا شكر المقاتلين الأكراد الذين قال إنهم تعاونوا مع القوات الأميركية، وقدموا لها معلومات حيوية بشأن البغدادي.
إلا أن سوريا الديمقراطية امتعضت، وكشفت خلال مؤتمر صحفي أن عملية أبو بكر البغدادي تأُجلت أكثر من شهر بسبب الهجوم التركي على سوريا.
كما أعلنت أن العملية جرت بعد أن حددت أجهزة المخابرات التابعة لها مكان زعيم التنظيم الإرهابي الذي روع الآلاف في سوريا والعراق، قبل أن تخفت سطوته، وتنحسر سلطته.
إلى ذلك، أكدت أنها ستزيد من عملياتها الاستخباراتية وجهودها لتعقب خلايا تنظيم داعش النائمة، خوفاً من عمليات انتقامية.
بدوره، أشاد قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، في وقت سابق الأحد، "بعمل استخباراتي مشترك" مع واشنطن على مدى 5 أشهر، وكتب عبدي في تغريدة على تويتر: "عملية تاريخية ناجحة نتيجة عمل استخباراتي مشترك مع الولايات المتحدة الأميركية"، من دون إضافة أي تفاصيل عن دور قواته، التي قاتلت خلال السنوات الماضية تنظيم داعش بدعم أميركي، وتمكنت من هزيمته ميدانياً في آخر معاقله في شرق سوريا في آذار/مارس العام 2019.
كما قال إن القوات تعمل منذ 5 أشهر في إطار عملية مشتركة للقضاء على زعيم داعش. وأضاف في تغريدة على تويتر: "منذ 5 أشهر وهنالك عمل استخباراتي على الأرض وملاحقة دقيقة، حتى تم من خلال عملية مشتركة القضاء على الإرهابي البغدادي. نشكر كل من ساهم في هذا العمل العظيم".
وأن روسيا فتحت المجال الجوي السوري للقوات الأميركية لشن عملية استهداف البغدادي، إلا أنها لم تعرف طبيعة المهمة الأميركية.
وأضاف أن أميركا جمعت معلومات من أطراف عدة دون إطلاعها على طبيعة العملية، وبدأت بتلقي معلومات إيجابية جدا عن موقع البغدادي قبل شهر.
روسيا: عملية قتل أخرى.. لا نعلم
بدورها، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها الأحد إنه ليس لديها معلومات موثوق بها عن العملية الأميركية التي أسفرت عن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، وذلك بعدما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقتله.
ونقلت الوكالة عن الميجر جنرال إيجور كوناشينكوف قوله "ليس لدى وزارة الدفاع الروسية معلومات موثوق بها بشأن تنفيذ جنود أميركيين لعملية قتل أخرى لزعيم داعش أبو بكر البغدادي في الشطر الذي تسيطر عليه تركيا من منطقة خفض التصعيد في إدلب".
جاء كلام الدفاع الروسية على الرغم من أن ترمب شكر روسيا لأنها فتحت المجال الجوي السوري للقوات الأميركية لشن عملية استهداف البغدادي، إلا أنه أوضح أنها لم تعرف طبيعة المهمة الأميركية.
يذكر أن ترمب كان أعلن من البيت الأبيض أن "أبو بكر البغدادي لقي حتفه"، قائلا إن الولايات المتحدة "نفذت العدالة بحق الإرهابي الأخطر في العالم". وأضاف أنه عندما حاصرت القوات الأميركية البغدادي فر إلى نفق مع ثلاثة من أطفاله وفجر حزامه الناسف.
كما شدد على أنه "كان رجلا مريضا منحرفا والآن مات .. مات مثل كلب مات مثل أي جبان".
إلى ذلك، شكر ترمب كل من العراق وسوريا وروسيا على المساهمة في إنجاح تلك العملية بشكل أو بآخر.