في مشهد يخلو من أدنى مقومات الإنسانية، أظهر مقطع فيديو مسرب من هاتف عنصر من قوات ما يعرف بالجيش الوطني الموالي لتركيا في الشمال السوري، مجموعة من العناصر بقبضتها فتاة مقاتلة في صفوف قوات سوريا الديمقراطية، مصابة يحملها أحدهم وينادي بها باللهجة السورية: "ع الذبح ع الذبح"، في مشهد يعيد إلى الأذهان ما كانت تفعله عناصر تنظيم داعش الإرهابي.
وفجأة، يخرج صوت آخر يقول: "عاملوها معاملة أسيرة، إنها غنيمة".
فيما تصرخ الفتاة المصابة بوجه المسلحين الموالين لأنقرة وتقول أنا "عربية"، في محاولة منها لتخفيف ألم مصيرها، لكن دون جدوى.
يذكر أن البرلمان الأوروبي أكد، الخميس، في جلسة عقدها في ستراسبورغ، دعمه لإجراء تحقيق دولي في اتهامات استخدام تركيا أسلحة محظورة شمال سوريا، منها الفوسفور الأبيض. وصوتت أغلبية النواب على قرار يدين بشدة العملية التركية أحادية الجانب في شمال شرق سوريا.
كما أعلن البرلمان الأوروبي أن مقاتلي "أحرار الشرقية"، أحد الفصائل المدعومة من تركيا، نفذوا إعدامات عشوائية وارتكبوا جرائم تعذيب.
وعن تهجير السكان من تلك المنطقة، قال البرلمان إن هذا يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي.
إلى ذلك، دعا دول الاتحاد إلى اتخاذ عقوبات ضد المسؤولين الأتراك عن انتهاكات القانون الإنساني في شمال شرقي سوريا.
بدورها، نادت لجان دولية وحقوقية بفتح تحقيقات في جرائم حرب تركية محتملة ارتكبت ضد الأكراد، وذلك بعد أن عرضت رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، إلهام أحمد، صورة الطفل محمد، الذي احترق جسده بأسلحة تركية محرمة دولياً، في جلسة استماع عاصفة في الكونغرس، وهو ما أثار حفيظة العالم.
وأكدت أحمد حينها أنه تم تقسيم جغرافية تلك المنطقة، في حين لا يزال داعش يواصل هجماته عليها.
كما أشارت إلى أن تركيا أجبرت 300 ألف شخص على النزوح من منازلهم، فيما قتل 250 شخصاً أغلبهم من الأطفال، ولا يزال 300 شخص مفقودين ودمرت مدينة رأس العين بشكل كامل.
كذلك اتهمت الإدارة الذاتية الكردية تركيا باستخدام أسلحة غير تقليدية كالنابالم والفوسفور الأبيض، في هجومها الذي شنته في 9 من أكتوبر الجاري على المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، الأمر الذي تنكره أنقرة. حيث نشر مسؤولون أكراد على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر أطفالاً مصابين بحروق يمكن أن تكون ناجمة عن هذه الأسلحة، بحسب طبيب في محافظة الحسكة.