تدخل العملية العسكرية التركية التي يشارك فيها مسلّحون سوريون موالون لأنقرة، على مناطق سوريّة شرق نهر الفرات، يومها الثاني وسط تنديدٍ أممي وعربي واسع إلى جانب مخاوف من تكرار حملات إبادةٍ جماعية لأقليات دينية وعرقية تعيش في تلك المناطق.
ويعد "الجيش الوطني" السوري المُعارض لقوات بشار الأسد من أبرز الفصائل السورية التي تشارك في هذه العملية التي بدأت ظهر الأربعاء. وهذا الجيش خليط من جماعات مسلحة يقودها معارضون للأسد بدعمٍ تركي، وكان أغلبهم يقاتل في صفوف قوات الأسد قبل انشقاقهم.
وأُعلن عن تأسيس هذا الجيش بشكلٍ رسمي أواخر أيار/مايو من العام 2017 بدعمٍ عسكري ولوجستي من تركيا. لكن قبل ذلك الحين قاتلت فصائل انضمت إليه بعد ذلك، إلى جانب الجيش التركي في أولى عملياته على الأراضي السورية التي بدأت من مدينة جرابلس التي سيطروا عليها أواخر آب/أغسطس من العام 2016. لكن من يقود هذه الفصائل بالفعل هم مقاتلون تركمان سوريون أبرزهم من فرقة "السلطان مراد" رغم أن جرابلس مدينة تقطنها أغلبية عربية من السكان، حيث تُرفع رايات تركيا وصور رئيسها رجب طيب أردوغان.
وأحرزت الفصائل قبل انضمامها إلى هذا الجيش تقدّماً على حساب تنظيم "داعش" الّذي كان يسيطر على جرابلس قبل ذلك، لكنها تركت خلفها سرّاً كبيراً، إذ لم تتصدر صور معتقلي مقاتلي التنظيم وكالات الأنباء ولم يكن هناك فيديوهات لأسرى من مقاتلي التنظيم، الأمر الذي يزيد من "حقيقة" دعم أنقرة للمتطرفين في سوريا بحسب محللين أتراك، أبرزهم صحافيو جريدة "جمهورييت".
ويُتبع هذا الجيش الذي يتكون من 100 ألف مقاتل، لوزارة "الدفاع" في "الحكومة السورية المؤقتة" والمدعومة من أنقرة. وأعلن مطلع الشهر الحالي عن انضمام عدد من فصائل المعارضة المسلحة إليه وفي مقدمتها مجموعات مسلحة كانت تقاتل مع "الجبهة الوطنية للتحرير" في إدلب. وهذه "الجبهة" مدعومة أيضاً من أنقرة.
ومن بين الفصائل التي انضمت أيضاً لهذا الجيش في وقتٍ سابق، "فيلق الشام "و"الجبهة الشامية". ويبدو لافتاً استخدامها لما يطلقون عليه "الرموز العثمانية"، إذ يُطلق أحد فصائل "الجيش الوطني" على نفسه اسم "أشبال أرطغرل" و"لواء السلطان سليمان شاه".
وتُعد حركة "نورالدين الزنكي" من أبزر الفصائل المسلحة التي انضمت إلى "الجيش الوطني"، وقد شاركت في العملية العسكرية التركية الثانية في الأراضي السورية والتي من خلالها سيطرت أنقرة على مدينة عفرين في 18 آذار/مارس من العام 2018.
وتنذر العملية التركية الجديدة التي تهدف إلى السيطرة على مناطق قوات "سوريا الديمقراطية" الواقعة على الحدود مع تركيا، بحصول حملات إبادة عرقية.
ويعيش في هذه المناطق إلى جانب الأكراد والعرب أقليات دينية وعرقية، أبرزهم الأيزيديون والأرمن والآشوريون والسريان الذين يتخوفون من تكرار مجازر.
ويبلغ عدد مقاتلي "الجيش الوطني" الذين ينحدرون من فصائل متعددة والمرافقين للجيش التركي في هذه العملية نحو 8000 مقاتل، بحسب مصادر من الجيش.