دعت تركيا أوروبا، الأربعاء، إلى استعادة مواطنيها، عناصر تنظيم داعش، الأسرى في سوريا، تزامناً مع العملية العسكرية التي تشنها في شمال سوريا.
وأثارت العملية العسكرية التركية في شمال سوريا المخاوف بشأن مصير آلاف من عناصر التنظيم، الذين يحتجزهم الأكراد حالياً قرب تلك المنطقة.
وصرح إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئاسة التركية لهيئة الإذاعة البريطانية، أن "جذور هذه المسألة.. هو أن الدول الأصلية (للأسرى) لا تريد عودتهم".
ضمان "عدم الفرار"
وأضاف أن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، "محق في هذا الأمر".
وأكد أن "دولاً مثل ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة وبلجيكا لا تريدهم أن يعودوا، ولكنهم من مواطنيها وعليها استعادتهم ومحاكمتهم وتطبيق الإجراءات القضائية الواجبة عليهم". وقال كالين إن تركيا ستضمن عدم فرار هؤلاء.
وأضاف "نعمل على وضع خطة مع شركائنا والسكان المحليين هناك مثل الجيش السوري الحر".
تركيا "تتحمل المسؤولية"
كما أكد أن الهجوم التركي يهدف إلى إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا تسمح بإعادة اللاجئين.
والأحد أعلن البيت الأبيض سحب قوة أميركية من الحدود التركية السورية، كانت تمنع الأتراك عملياً من شن عملية ضد الأكراد.
وقال إن تركيا ستتحمل مسؤولية "أسرى داعش"، لكن ترمب دعا الدول الأوروبية كذلك للتعامل مع مواطنيها الأسرى.
مخاوف حقيقية من داعش
ويمكن أن تساعد العملية التركية، على أن تدب الحياة مرة أخرى في تنظيم داعش مع اندلاع القتال بين الأكراد وتركيا.
وتكافح السلطات الكردية السورية بالفعل لحراسة عناصر التنظيم، الذين تم أسرهم خلال الحملة الطويلة المدعومة من الولايات المتحدة ضد المسلحين ولتحجيم أنصار التنظيم وأفراد أسرهم الذين تكتظ بهم مخيمات النازحين، لكن ستضعف قبضة الأكراد أكثر وهم يقاتلون تركيا.
المسؤولون الأكراد الذين أغضبهم الانسحاب المفاجئ للقوات الأميركية حذروا من أنه "من أجل مجابهة أي هجوم تركي، سيتعين عليهم تحويل قواتهم بعيدا عن حراسة سجناء تنظيم داعش".
البغدادي استنفر أتباعه
ويثير ذلك مخاوف أمنية في وقت دعا فيه زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي أتباعه إلى بذل كل ما في وسعهم لإطلاق سراح المقاتلين الأسرى المحتجزين في السجون والأسر التي تعيش في المخيمات.
وتدير السلطات الكردية أكثر من 24 منشأة احتجاز، منتشرة في أنحاء شمال شرقي سوريا، وتحتجز حوالي 10 آلاف مقاتل من التنظيم. وبين المعتقلين نحو 2000 أجنبي، من بينهم حوالي 800 أوروبي.
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن القوة ليست لديها القدرة على احتجاز آلاف المقاتلين من تلقاء نفسها، وربما يساعد التحالف في احتجاز بعض أبرز المقاتلين.
خلايا نائمة
بالرغم من هزيمته الإقليمية، حافظ داعش على تمرد في العراق وسوريا، حيث نفذ عمليات انتحارية واغتيالات وكمائن.
وتشير بعض التقارير إلى بقاء ما بين 14 ألفاً و18 ألف عنصر في سوريا والعراق، بما في ذلك 3000 أجنبي.
ونفذ داعش ما بين 80 و 90 هجوماً في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا.