نبض لبنان

العراق.. الغضب يحرق مقرات الأحزاب وصور خامنئي بالناصرية

شهدت مدينة الناصرية جنوب العراق، تظاهرات عنيفة نتيجة خروج تجمعات كبيرة من الشباب الناقمين على الوضع الراهن في البلاد من ضعف كبير في تقديم الخدمات والفساد والمحاصصة وقلة فرص العمل.

وقام المتظاهرون، أمس السبت، بحرق مقرات الأحزاب، معلنين أن الناصرية أصبحت خالية من الأحزاب السياسية بعد إضرامهم النيران في مقارها ومكاتبها السياسية.

المقرات التي أحرقها المتظاهرون

وأحرق المتظاهرون في الناصرية مكاتب سرايا الخراساني، إحدى ميليشيا الحشد الشعبي المدعوم المرتبط بإيران، وكذلك مقر منظمة بدر بقيادة هادي العامري، ومقر حركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، ومقر حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي، وكذلك مقر الحزب الشيوعي العراقي، ومقرات أحزاب الفضيلة، والمجلس الأعلى الذي كان سابقا ينتمي له رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي، وتيار الحكمة بزعامة عمار الحكيم، وكذلك منزل النائب في البرلمان العراقي خالد الأسدي.

وهذه هي المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن خلو مدينة عراقية من مكاتب ومقار الأحزاب السياسية منذ سقوط نظام صدام حسين في عام 2003.

و‏أكدت مصادر عراقية لـ"العربية.نت"، اليوم الأحد، أن مدينة الناصرية جنوب العراق شهدت إحراق مقار لعدة أحزاب إسلامية من قبل متظاهرين غاضبين، وأن المدينة ليلا هي تحت سيطرة المتظاهرين ونهارا تحت سيطرة الحكومة، منوها بأن الأغلبية الساحقة من المتظاهرين هي من الشباب الصغار بين 16-25 عاما، وهم بلا قيادة معروفة لكن هم مجموعات تتحرك وتتجمع يوميا إلى حين توفير الخدمات والوظائف لأبناء المدينة.

حرق صور مرشد إيران

وأضافت المصادر أن عمليات الحرق شملت صورا لمسؤولين دينيين ورجال دين وكذلك صورا للمرشد الإيراني علي خامنئي الذي يتهمه الشباب العراقي هو وإيران بزعزعة الاستقرار في البلاد، وأنه من سلط هؤلاء السياسيين والأحزاب المنتفعة منذ سنين على مقدرات البلد.

من جانبه، قال الناشط المدني فارس حرام لـ"العربية.نت" إن "عملية حرق مقرات الأحزاب السياسية هي رسالة واضحة ورد فعل على النقمة الشعبية التي يحملها الشعب العراقي ضد الطبقة السياسية ككل، وأصبح الشعب العراقي لا يميز الآن حتى بين المسؤول الفاسد والمسؤول النظيف، لأن الغالبية أصبحت فاسدة ومن ثم وضع الجميع في سلة واحدة".

ثقة معدومة في الأحزاب

وأضاف حرام أن عملية الحرق الشاملة الكاملة وهي رسالة أننا لانريدكم جميعا، ونحن لدينا انعدام ثقة بكل الأحزاب والكتل الموجودة في الحياة السياسية في العراق.

وأكد أننا ورغم رفضنا لكل دعوات العنف في التظاهرات ومطالبنا بأن تبقى سلمية دائما وأبدا وهذه التظاهرات هي ردة فعل بها انفعالية واضحة ولا تخلو ربما من عملية إطلاق بالحكم، وان الوضع في العراق كان طبيعيا أن يصل لهكذا نتائج.

وأضاف أن "الوضع سيذهب نحو المجهول والأكثر عتمة، محذرا من مغبة اختبار صبر العراقيين وأنهم كناشطين قد أصدروا بيانات ولقاءات وتظاهرات سابقا وحاليا وأكدوا فيها أن الشعب قد ينتقل من التظاهرات السلمية إلى التظاهرات العنيفة".

وتابع "الشعب يريد حلولا واضحة واقعية جذرية للإصلاح، ولكن للأسف الشديد ومنذ حكومات سابقة منذ العام 2003 إلى الآن لم نر خطوة حقيقية واحدة واضحة على سبيل الإصلاح لا من البرلمان ولا من الحكومة ولا حتى من القضاء، والقضاء نفسه أصدر قرارات نالت سخرية العراقيين بسبب تغاضيه عن جرائم كبرى وإصداره عقوبات بجرائم صغرى فيما يتعلق بالفساد والمفسدين، وخير دليل الخطوة الأخيرة بطرد 1000 موظف، في حين يتم التغاضي عن أصحاب الدرجات العليا والخاصة والوزراء والبرلمان وحتى رؤساء الوزراء السابقين الذين ارتكبوا جرائم".

وشدد حرام على ضرورة أن تفهم الحكومة العراقية والطبقة السياسية حالة هذا الغضب ومعرفة الرسالة بعملية حرق مكاتبهم ومقراتهم وأنهم فشلوا فشلا ذريعا في إدارة البلاد وعليهم تغيير القوانيين التي تبقيهم في السلطة، خصوصا قانون الانتخابات الذي صمم لبقائهم في السلطة.

"مقرات للفساد"

من جانبه، قال المحلل السياسي غانم العابد لـ"العربية.نت" إن كل مقرات الأحزاب في العراق من الممكن اعتبارها مقرات للفساد بل منها انطلقت صفقات الفساد، ولوبيات الفساد خرجت منها، وتأكيدا أن المتظاهرين العراقيين ومتظاهري الناصرية خصوصا يرون في هذه الأماكن هي من أفقرتهم وهي من أوصلتهم إلى ما هم فيه من حالة من الحرمان والفقر ونقص الخدمات وانتشار الفساد وحمايته، لذلك سارعوا للتخلص منها وهي من أوصلت حال العراقيين لما وصلت إليه اليوم.

وأضاف "الكل يتمنى أن يرى كل العراق خاليا من كل الأحزاب التي تضم الفاسدين وحمتهم وشرعنت وجودهم بنفس الوقت".