لم يستبعد مركز أبحاث تركي شهير إمكانية إجراء انتخاباتٍ رئاسية وبرلمانية مبكرة في البلاد بحلول شهر يونيو من العام المقبل، وهو موعد اعتقدت زعيمة حزبٍ يعارض الرئيس رجب طيب أردوغان أن تشهد فيه تركيا انتخاباتٍ مبكرة.
وبحسب آخر استطلاع للرأي، قام به مركز "البحوث المتنقلة" للأبحاث والدراسات الاستراتيجية خلال الشهر الجاري، فإن 41.6% من المشاركين فيه طلبوا إجراء انتخاباتٍ مبكرة، كما أن 47.5% اعتقدوا أن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم الذي يتزعّمه أردوغان "لم يعد بإمكانه إدارة البلاد".
وقال مراد غيزجي مدير المركز لـ"العربية.نت": "لقد أجرينا عدّة استطلاعات للرأي في الفترة الأخيرة، وعدا عن المطالبات الواضحة بإجراء انتخابات مبكرة، فإن 69.7% من المشاركين في أحدث استطلاعاتنا قالوا إن الأوضاع الاقتصادية في البلاد سيئة وهو أمر قد يساهم في المضي نحو انتخابات مبكرة".
وإذا ما حدثت انتخابات مبكرة في تركيا اليوم، "فلن يدخل البرلمان دون تحالفاتٍ سياسية"، سوى حزب العدالة والتنمية (الحاكم) وحزب المعارضة الرئيسي (الشعب الجمهوري) وحزب الشعوب الديمقراطي (المؤيد للأكراد)، وفق الأرقام الواردة في آخر استطلاعٍ للرأي قام به المركز الذي سأل المشاركين فيه: "لمن ستدلي بصوتك إذا أجريت الانتخابات اليوم؟"
تعبيرية
وبينما تتراجع شعبية تحالف "الشعب" الانتخابي والذي يجمع حزب "العدالة والتنمية" وحليفه حزب "الحركة القومية" اليميني، كان واضحاً من الأرقام الواردة في الاستطلاع الذي أُجري في 14 ولايةٍ تركية، صعود حزب "الديمقراطية والبناء" الذي يقوده علي باباجان، ومن المحتمل أن يحصل حزبه الجديد على 6.6% من الأصوات خلال أي انتخاباتٍ مبكرة، لكن هذه النسبة لن تخوّله دخول البرلمان.
كما أن حزبين آخرين لن يتمكنا من دخول البرلمان التركي من دون تحالفاتٍ سياسية وهما "الحركة القومية" وحزب "الجيد" الذي يعرف أيضاً بـ"الخير"، فقد حصل الحزب الأول على 8.8% والثاني على 9.6%، وفق الاستطلاع الذي قام به المركز مؤخراً وهو مؤسسة بحثية تتمتع بمصداقية كبيرة في تركيا.
وبحسب الاستطلاع ذاته، فإن 36.6% سوف يصوتون لحزب "العدالة والتنمية"، و26.2% لصالح حزب المعارضة الرئيسي و 10.2 % للحزب المؤيد للأكراد. وهي الأحزاب الثلاثة الوحيدة التي يمكنها دخول البرلمان دون الحاجة لتحالفاتٍ سياسية لتجاوزها العتبة البرلمانية وهي 10%. كما أن 2.2% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم سيصوتون لأحزابٍ أخرى بينهما حزب "المستقبل" الذي يقوده أحمد داوود أوغلو.
وقال غيزجي في هذا الصدد إن "الناخبين يعتقدون أن السياسيون يتجاهلون مشاكلهم وبالتالي هم أيضاً يراجعون حساباتهم عند التصوّيت في الانتخابات"، مضيفاً أن "فئة الشباب هم الأكثر ابتعاداً عن الحزب الحاكم وفق استطلاعات مؤسستنا".
ويوم أمس الاثنين، قالت ميرال آكشنار التي تقود حزب "الجيد" المعارض للرئيس التركي إن "مستويات الفقر الكارثية في البلاد قد تؤدي لإجراء انتخاباتٍ رئاسية وبرلمانية مبكرة".
كما اعتبرت أن "النظام السياسي الحالي في تركيا غير قادر على قيادة البلاد، مما يستدعي تنظيم الانتخابات قبل الموعد المقرر رسميًا في عام 2023".
وجاءت تصريحات آكشنار في وقتٍ خسرت فيه الليرة التركية أكثر من 30% من قيمتها أمام العملات الأجنبية خلال العام الجاري فقط. ويتزامن ذلك مع أزمة اقتصادية خانقة تعيشها تركيا منذ سنوات وتفاقمت في الأشهر الأخيرة مع تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد.