أرسل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خطته المقترحة للبريكست، إلى الاتحاد الأوروبي، والتي تحل برأيه مسألة شبكة الأمان للحدود الأيرلندية، وهي المسألة العالقة في الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي.
ويقترح جونسون وجود منطقة رقابية تشمل الجزيرة الأيرلندية، وبالتالي تنفي الحدود بين الشمال والجنوب، وتضمن للاتحاد الأوروبي عدم تسرب البضائع غير الخاضعة لمعاييره من المملكة المتحدة.
لكن أيرلندا الشمالية تبقى ضمن المنطقة الجمركية لبريطانيا.
واشترط جونسون الحصول على موافقة أيرلندا الشمالية على هذه الإجراءات، واعدا إياها بحزمة دعم اقتصادية مقابل تحملها هذا الوضع الخاص.
وكان جونسون تعهد، في كلمته الختامية أمام المؤتمر السنوي لحزب المحافظين الحاكم أمس، بأن بريطانيا ستخرج من الاتحاد الأوروبي بنهاية هذا الشهر مهما حصل.
وصوتت بريطانيا قبل أكثر من 3 سنوات لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء أجري عام 2016، غير أن محادثات الخروج تواجه مأزقاً.
الشركات في إيرلندا الشمالية تنتقد
ووصف ممثلو الشركات في إيرلندا الشمالية المقترحات الأخيرة بشأن بريكست لرئيس الوزراء بوريس جونسون بأنها "مخيبة جدا" و"غير قابلة للتطبيق".
وقال مدير كونسورتيوم للتوزيع في إيرلندا الشمالية وادان كونولي "مقترحات رئيس الوزراء التي طال انتظارها مخيبة جدا. من الواضح أنه لم يصغ لحاجات المؤسسات والاسر في أيرلندا الشمالية".
وتنص خطة بوريس جونسون على أن تخرج إيرلندا الشمالية من الاتحاد الجمركي الأوروبي كباقي الاتحاد الأوروبي وان تستمر في تطبيق القوانين الأوروبية من ناحية نقل السلع بما في ذلك الأغذية مع إنشاء "منطقة تنظيمية" على جزيرة إيرلندا شرط أن يوافق البرلمان والسلطة التنفيذية في إيرلندا الشمالية على ذلك.
وسيلغي ذلك عمليات المراقبة بين إيرلندا الشمالية وإيرلندا لكن ذلك يعني قواعد متباينة بين المنطقة البريطانية التي هي إيرلندا الشمالية وباقي المملكة المتحدة.
وأضاف "سيترجم ذلك بزيادة في التعقيد وتأخير ورسوم جمركية وضرائب على القيمة المضافة وارتفاع التكاليف ما سيضر بقدرة سلع إيرلندا الشمالية على المنافسة وما سيؤثر على موازنة الاسر".
وتابع "إذا كانت صناعاتنا قد بذلت كل ما هو ممكن استعدادا لبريكست دون اتفاق، سيكون من المستحيل تخفيف وقع الزلزال الذي سنشهده نتيجة تفكك شبكة التموين لدينا".
40% فقط من المؤسسات مستعدة
وبحسب دراسة لمعهد "سي اي بي اس" المتخصص في التموين فقط 40% من المؤسسات البريطانية تشعر بأنها مستعدة لمواجهة الشروط الجمركية الجديدة في حال حصول بريكست دون اتفاق.
من جهته، اتهم المدير العام للاتحاد البريطاني لمؤسسات المشرب والمأكل ايان رايت على تويتر الحكومة بتحميل المؤسسات "عجزها عن التوصل إلى اتفاق شامل في إطار بريكست".
وقال "من الخطأ القول إنه لن يكون هناك سوى عدد صغير من المراقبة الفعلية على الاغذية التي تمر عبر الحدود الايرلندية لأن إيرلندا أول سوق لتصدير الاغذية والمشروبات البريطانية".
وحذرت غرفة التجارة في إيرلندا الشمالية من أن زيادة التكاليف المحتملة للمؤسسات "ستؤثر كثيرا على قدرتها في الاستمرار".