نبض لبنان

أنقرة تدعو واشنطن للالتزام بالاتفاق وأوجلان: الحرب ليست حلاً

لا تزال "المنطقة الآمنة" التي تطالب أنقرة بإنشائها في شمال شرق سوريا على حدودها الجنوبية، محور المباحثات الأميركية ـ التركية منذ نحو أسبوعين. ورغم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد توعّد بشن هجومٍ بري على المقاتلين الأكراد في مناطق شرقي نهر الفرات إلا أنه توقف عن ذلك أخيراً جراء هذه المباحثات.

ويبدو الاختلاف كبيراً حتى الآن بين وجهات النظر الأميركية والتركية رغم موافقة واشنطن وأنقرة على إنشاء "مركز عمليات مشترك" الأسبوع الماضي، على أن يكون ضمن الأراضي التركية في مقاطعة شانلي أورفا (جنوب شرقي البلاد) والتي وصل إليها بالفعل ستة مسؤولين أميركيين يوم 12 آب/أغسطس الجاري، للعمل على افتتاح هذا المركز.

وتشترط أنقرة أن يتراوح عمق هذه "المنطقة الآمنة" بين 30 و40 كيلومتراً، الأمر الذي ترفضه قوات "سوريا الديمقراطية" المدعومة من واشنطن والتي تشكل وحدات حماية الشعب "الكُردية" أبرز مكوناتها.

وتهدف أنقرة من خلال إنشاء هذه المنطقة إلى إحداث تغيير ديمغرافي لفصل المناطق ذات الأغلبية الكردية عن بعضها بعضا. كما أنها تسعى لإقامة حد فاصل بينها وبين المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم "جماعة إرهابية" في "وحدات حماية الشعب" التي تحارب تنظيم "داعش" منذ سنوات بدعمٍ من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وفيما تشدد أنقرة على ضم مدينة تل أبيض (كري سبّي) لهذه "المنطقة الآمنة"، تشترط قوات "سوريا الديمقراطية" على أن تكون هذه "المنطقة" ضمن أراضٍ صحراوية، لا في المدن المأهولة بالسكان.

ويبدو أن قوات "سوريا الديمقراطية" قد وافقت بالفعل على إنشاء منطقة آمنة يتراوح عمقها بين 5 و14 كيلومتراً في كامل مناطق سيطرتها الواقعة بالقرب من الحدود مع تركيا، لحمايتها من أي هجومٍ عسكري قد تشنه أنقرة لاحقاً.

ومن المقرر أن يبدأ "مركز العمليات المشترك" مع الولايات المتحدة عمله الأسبوع المقبل، بحسب كلمة لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار اليوم.

وقال أكار، الجمعة، في غضون زيارته لولاية شانلي أورفا، إنه "تم الالتزام بالجدول الزمني المحدد حول مركز العمليات المشترك مع واشنطن دون أي مشاكل"، مشيراً إلى أن "أنقرة تتطلع للالتزام به في المستقبل أيضاً".

وأضاف أن "تركيا اتفقت مع الولايات المتحدة على مراقبة وتنسيق المجال الجوي إلى جانب عدة قضايا بهذا الصدد"، لافتاً إلى أن "المركز المشترك سيبدأ عمله الأسبوع المقبل بكامل طاقته".

وبالتزامن مع تصريحات وزير الدفاع التركي دعا الزعيم الكردي عبدالله أوجلان، الجمعة، إلى حل "مشكلة" شمال شرق سوريا عبر "الديمقراطية"، مشدداً على ضرورة "إحلال السلام".

ونقل عنه شقيقه محمد الذي قابله في سجنه الذي يقبع فيه منذ العام 1999 بجزيرة إيمرالي أن "الحرب ليست الحل"، مرجحاً أن أي دخولٍ تركي للأراضي السورية "سيضرها أكثر ولن يكون حلاً بالنسبة لأنقرة".