لا يزال لغز اختفاء بحار سوري، من على باخرة قطرية، يلقي بظلاله على أبناء جزيرة (أرواد) السورية الواقعة بالقرب من محافظة طرطوس المتوسطية، ولا تبعد عنها سوى أقل من 4 كيلومترات.
وأعلن عن اختفاء البحار السوري يوسف عبد الله فحل، بتاريخ الخامس عشر من شهر تموز/يوليو الماضي، من على ظهر الباخرة (الهملة) بحسب صفحة (أبناء وأصدقاء جزيرة أرواد) الفيسبوكية التي تعنى بأخبار البحر والجزيرة وأهاليها، الذين يعتبرون سكّان الجزيرة السورية الوحيدة المأهولة.
العربي الوحيد
وعادت الصفحة المذكورة، ونشرت خبراً لاحقاً بخبر اختفاء البحار المذكور، قالت فيه إنه كان من بحّارة الباخرة القطرية المشار إليها، واصفة إياه بالعربي الوحيد بين أفراد طاقمها متعدد الجنسيات، بحسب خبرها.
وتواصلت "العربية.نت" الجمعة، مع المشرف على حساب أبناء وأصدقاء جزيرة أرواد، للاستفهام عن ملابسات اختفاء البحار السوري المذكور، فأفادها بحساب شقيق البحّار المختفي، على فيسبوك، وهو بحّار أيضا كشقيقه ويدعى عبد القادر فحل، ويحمل صفة قبطان، وتبيّن أن حسابه يتضمن كنزاً من المعلومات، حيث سبق وقام بالتوجه لأمير قطر، ولرئيس النظام السوري، برسالة، يطالبهما فيه، بالكشف عن مصير البحار السوري، شقيقه.
رسالة لأمير قطر وبشار الأسد
وكان البحار عبد القادر، شقيق البحار المفقود، قد توجه بعد أسبوع من واقعة اختفاء أخيه، من متن الباخرة القطرية، برسالة إلى أمير قطر وبشار الأسد، برسالة يناشدهما فيها بالتدخل لمعرفة ما حل بأخيه، مخاطباً أمير قطر بأن شقيقه المختفي، يعمل على باخرة (الهملة) التابعة للشركة القطرية للغاز، كما نصت الرسالة، برتبة ضابط ثالث، وبأنه فقد وهو على رأس عمله على متن الباخرة الناقلة للغاز القطري، قائلاً إن شقيقه هو العربي الوحيد في طاقم السفينة.
ولفت عبد القادر إلى أن الباخرة القطرية أفرغت حمولتها في (تايلاند) وغادرت "كأن شيئا لم يكن!" بحد قوله، مستغربا كيف قامت الباخرة بالتحرك، دون أن تجري تحقيقات بغياب أحد ضباطها العاملين على متنها.
ويظهر من خلال المتابعات المتواصلة، لشقيق البحار المختفي، فإنه لم يتلق أي رد على رسالته، ولم يتمكن من معرفة مصير أخيه، فقد نشر أكثر من مصوّر خرائطي، يتعلق بحركة الباخرة وانتقالها من مكان إلى آخر، انتهاء بوصولها إلى قطر، الثلاثاء الماضي، شاكياً إلى الله عجزه من معرفة مصير أخيه، بعدما مر على اختفائه أكثر من أسبوعين.
تحذير من طمس الحقائق
وقال شقيق البحار المفقود إن ربان السفينة "كان ينتظر تعليمات" بخصوص ما يجب فعله مع اختفاء بحّار بصفة ضابط على باخرته، إلا أن الربان "قرر متابعة الرحلة إلى تايلاند" وترك الضابط الثالث يوسف فحل "يواجه مصيره"، بحسب ما قاله شقيقه عبد القادر، الذي حذّر في منشور له من ما سمّاه "طمس الحقائق" بخصوص اختفاء شقيقه، مطالباً بمحاكمة قبطان السفينة، فور عودة الباخرة إلى قطر، لأنه حتى لو سقط شقيقه البحار من السفينة، لأي سبب كان، فإن ما فعله الربان كان قرارا خاطئا، بحسب عبد القادر.
وفيما لم يحل لغز اختفاء شقيقه من سفينة الغاز القطرية، سعت "العربية.نت" للتواصل هاتفيا، مع القبطان عبد القادر، في الساعات الأخيرة، فلم تتمكن من ذلك.