منذ أن دخلت لعبة كرة القدم عالم الاحتراف، ظلّت هذه الرياضة، الأكثر شعبية في العالم، مستهدفةً من المحتالين، سواء داخل مكاتب المراهنات أو حتى داخل المستطيل الأخضر.
من فضائح التلاعب في المباريات إلى فضيحة عقد اللاعب السنغالي علي ديا مع نادي ساوثهامبتون الإنجليزي، ظهر الأشخاص المهووسين بالشهرة والمال بكثرة عبر النصب بكرة القدم.
ويعدّ البرازيلي كارلوس هنريكي رابوزو، الملقّب بـ”القيصر”، لتشابهه مع القيصر الألماني فرانز بيكنباور في الشكل، أعظم محتالٍ في تاريخ كرة القدم.
فالرجل الذي لعب لبعض أكبر الأندية في أمريكا الجنوبية والفرنسية، كان يبذل قصارى جهده طيلة مسيرته، التي امتدت لـ26 سنة، من أجل أن يتجنب لعب مباراة كرة قدم احترافية في حياته.
كان لكارلوس هنريكي حلمٌ واحدٌ، هو أن يصبح لاعب كرة قدم شهيراً، فقد نشأ كمشجع لكرة القدم في أعقاب النجاح المذهل لمنتخب السامبا في كأس العالم 1970، أراد كارلوس هنريكي محاكاة أبطاله على أرض الملعب.
تمكن كارلوس هنريكي، بمساعدة أصدقائه، من الحصول على عقد تجريبي مدته ثلاثة أشهر مع نادي بوتافوجو البرازيلي، وهو ما منحه فرصة للمشاركة في مباريات الدوري، خصوصاً أنّ كارلوس هنريكي كان يتمتع باللياقة البدنية المثالية للاعب كرة القدم، لذا كانت الانطباعات الأولى عنه مواتية، وفقاً لـbackpagefootball.
لكن كارلوس كان يعلم أنه سيُطلب منه اللعب في مباراة تدريبية قريباً، بعد توقيعه على عقده الاحترافي الأوّل، لذا توصل إلى طريقة بسيطة وفعالة لإطالة مسيرته في بوتافوجو، وهي التظاهر بالإصابة.
ومن أجل حبك السيناريو الجيد، طلب كارلوس هنريكي تدريب اللياقة البدنية لبضعة أسابيع، قبل أن يلعب أول مباراة له.
وانتقل كارلوس هنريكي إلى نادي بانغو البرازيلي سنة 1985، بعد أن اقتنع مالك النادي الثري “كاستور دي أنغرادي” بإمكاناته، وأراد رؤيته في الملعب لاعباً لناديه بانغو، وفقاً لصحيفة theguardian.
أثناء تعافيه من إحدى إصاباته التي لا تنتهي فوجئ كارلوس هنريكي بأن اسمه قد أدرج ضمن قائمة المباراة التالية، ولكن المدرب طمأنه بأن السبب الوحيد هو استكمال القائمة لكثرة الإصابات، وأنه لن يدفع به حتى اكتمال شفائه.
مع ذلك، وجد كارلوس هنريكي نفسه في وضع محرج، فبعد تأخر فريقه في النتيجة طلب المدرب منه الإحماء، استعداداً للمشاركة، خصوصاً أنّه يحتاج مهاجماً للعودة في النتيجة.
استغلّ كارلوس هنريكي غضب الجماهير من سوء النتائج، ومطالبتهم برحيل المدرّب دي أنغرادي، ودخل في اشتباك معهم أثناء الإحماء، ليُشهر حكم المباراة البطاقة الحمراء في وجهه، لينجو من ورطة اللعب في تلك المباراة.
بشكل مثير للدهشة، استمر في هذا الاحتيال لمدة 26 عاماً حتى اعتزل كرة القدم الاحترافية سنة 2004، عن عمر يناهز 41 عاماً، ودخل التاريخ باعتباره المهاجم الذي لم يسجّل أي هدف، وفقاً لـmirror البريطانية.