يواجه الهلال السوداني أزمة حقيقية على صعيد نتائجه المحلية في الدوري، بعد فشله في تحقيق الفوز خلال آخر ثلاث مباريات متتالية خاضها الفريق، الأمر الذي أدخله في نفق مظلم، لاسيما أنه مقبل على مشاركة قوية في دوري أبطال إفريقيا، بعدما أوقعته القرعة في "مجموعة الموت".
وطالما عانى الفريق السوداني من التخبطات الإدارية في السنوات الأخيرة، الأمر الذي ألقى بظلاله على نتائج الفريق، بسبب التغييرات التي حدثت على الصعيد الفني ووصلت إلى الاستغناء عن لاعبي الخبرة وأعمدة الفريق.
ومنذ نوفمبر الماضي، قبل عام تقريبا، أشرفت 3 كوادر تدريبية على الفريق، عقب إقالة السنغالي لامين أندياي، بعد فوزه على غريمه المريخ 2-1 في مباراة أقيمت في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وأعلن مجلس إدارة الهلال برئاسة أشرف الكاردينال تعاقده مع المدرب التونسي إراد الزعفوري، الذي كان مدربا للأحمال سابقا في الفريق ومساعدا للسنغالي، لكنه لم يمكث سوى ثلاثة أشهر مع الفريق، حيث سرعان ما تم الاستغناء عن خدماته في فبراير الماضي، بعد خروج الهلال من دوري أبطال إفريقيا الموسم الماضي بشكل مخيب للتطلعات، علما بأنه حقق نتائج جيدة نسبيا في بداياته مع الفريق، لكن بعض النتائج السلبية في الدوري المحلي والبطولة الكونفدرالية أطاحت به.
وفي أواخر فبراير الماضي، تعاقد الفريق السوداني مع التونسي نبيل الكوكي، للمرة الثالثة، وانتهت العلاقة بينه وبين الهلال في أغسطس 2019، وذكر حينها الكوكي أن ظروفا عائلية فرضت عليه العودة إلى تونس.
وأسندت المهمة حاليا إلى طاقم فني محلي بقيادة صلاح أحمد آدم، لكنه فشل في تحقيق النتائج المنتظرة على الصعيد المحلي، ويضع الفريق في المركز الثامن بترتيب الدوري برصيد 7 نقاط من 5 مباريات.
وعلى الرغم من بلوغه دور المجموعات في البطولة القارية، إلا أن الهلال لم يتذوق طعم الانتصار في ثلاث مباريات متتالية، ووصفته الصحافة السودانية بالأمر الذي لم يحدث في تاريخ النادي لسنوات عديدة، حيث خسر أمام هلال كادوقلي بهدفين لهدف، وبعدها ضد الأمل عطبرة بهدف دون مقابل، قبل أن يتعادل مع الأهلي عطبرة 2-2، وذلك خلال 10 أيام فقط، مما أقلق محبي الفريق، خاصة أنه مقبل على مشاركة قوية في دوري أبطال إفريقيا، بعدما وضعته القرعة في مواجهة الأهلي المصري والنجم الساحلي التونسي بالإضافة إلى بلاتينيوم الزيمبابوي.
وقبل دخول المعترك القاري، يعاني الفريق أيضا على مستوى اللاعبين الأجانب، ولا يضم في صفوفه حاليا سوى الحارس الأوغندي جمال سالم، وذلك عقب عدة مشاكل حدثت في ملفات اللاعبين المحترفين، حيث فسخ المهاجم الكونغولي إدريسا أمبومبو عقده، فيما أوقف النادي المدافع النيجيري إيمانويل إيرواتشوكو ومنعه من التدريبات، لتسببه في خسارة الهلال أمام النجم الساحلي في ربع نهائي البطولة الكونفدرالية، بجانب رفض المدافع التونسي شهاب بن فرج استمراره مع الفريق لصراعات داخلية، بجانب الاستغناء عن المهاجم الجزائري محمد الهادي بولعويدات، وأنهى الهلال سابقا عقود المالي بوبكر ديارا والمهاجم البرازيلي مارانهاو.
ولا تعد حالة إيقاف إيرواتشوكو الوحيدة للهلال، حيث تناقلت وسائل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط خبر إنهاء عقد المدافع السوداني حسين الجريف من الفريق، وذلك بسبب ارتكابه هفوة دفاعية أمام الوصل الإماراتي أدت إلى خروج الهلال من دور الـ 32 في كأس محمد السادس للأندية العربية، ووصف القرار بـ"الغريب" في ملاعب كرة القدم، ومن الحالات النادرة.
ويجد مجلس الإدارة برئاسة أشرف الكاردينال انتقادات شديدة من قبل المحللين وجماهير النادي، وشهد مقر النادي في أوقات سابقة مطالبات جماهيرية باستقالة المجلس، في ظل التدهور المريع الذي حدث للفريق فنيا، وفي سبتمبر الماضي تسبب محتجون في إيقاف مباراة ودية للفريق، بعدما اقتحمت مئات الجماهير المقر، علما بأن رئيس إدارة النادي الأزرق كان قد أعلن استقالته في أبريل الماضي، فيما تمسكت الهيئة الاستشارية والمجلس باستمراريته ورفضت قراره.
وبات الفريق يمثل بيئة صعبة لأبناء النادي من اللاعبين، بعد إجبار القائد محمد أحمد "بشة" على اعتزاله – حسب التقارير الصحافية السودانية، وانتقال شرف شيبوب، أحد أبرز اللاعبين المؤثرين، إلى سيمبا التنزاني، وذكرت الصحافة المحلية في السودان، أن نادي الهلال بات يتعامل بنوع من "اللامبالاة" مع نجوم الفريق.
يشار إلى أنه تم تغيير حوالي 25 مدربا في عهد رئيس مجلس الإدارة منذ 2014 حتى 2019، وربما تكون مرحلة المجموعات في دوري أبطال إفريقيا أصعب فترة للفريق، لأنه يلاقي أندية من المستوى الأول قاريا، وفي حال حدوث أي نتائج قياسية "سلبية" يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث تغييرات واسعة داخل النادي الذي لم يتمكن من تحقيق أي لقب قاري منذ تأسيسه في 1930.