يخوض خورخي ألميرون أول تحد له خارج القارتين الأميركيتين الشمالية والجنوبية، عندما يستلم تدريب نادي الشباب، وهو الذي كان ضمن الأسماء المرشحة لتدريب منتخب الأرجنتين بنجمه الكبير ليونيل ميسي، بعد إخفاق المدرب السابق خورخي سامباولي في كأس العالم الأخيرة.
وتمكن خورخي من وضع بصمته في عالم كرة القدم الأرجنتينية على مستوى التدريب، بعد النجاحات التي حققها، وأبرزها الفوز بلقب الدوري الأرجنتيني وكأس السوبر الأرجنتيني والكأس المئوية في 2016 مع فريق لانوس، بجانب وصوله إلى نهائي كوبا ليبرتادورس مع فريق أتلتيكو ناشيونال الكولومبي في 2018.
وكان ألميرون أحد أبرز المدربين المرشحين لقيادة المنتخب الأرجنتيني في 2018 بعد النتائج الصادمة في كأس العالم، عندما أقصى المنتخب الفرنسي نظيره الأرجنتيني في ثمن النهائي، قبل أن يستقر الاتحاد الأرجنتيني على التعاقد المدرب الحالي ليونيل سكالوني.
وترى الصحافة اللاتينية أن خورخي من المدربين الذين يمتلكون شخصية قوية، على الرغم من أنه خجول للغاية أمام وسائل الإعلام، لكنه يمتلك "كاريزما" مختلفة في الملعب والتدريبات، ويتحدث بصوت منخفض ولكن بنبرة حازمة وقوية، على الرغم من أنها تبدو متناقضة مع خجله.
وولد خورخي ألميرون سان ميغيل في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، وتعود أصول والديه إلى مدينة ريفية، حيث انتقلا بعد زواجهما إلى العاصمة للبحث عن حياة أفضل، عمل والديه في مصنع الغزل والنسيج، وكان على خورخي المساهمة في زيادة دخل الأسرة عندما كان طفلا، باعتباره الابن الأكبر، وعمل في إحدى المصانع الخاصة بتلميع "البرونز"، وقام بتلميع الأبواب والنوافذ، من السابعة صباحا إلى الخامسة مساء، وفي الليل يذهب إلى المدرسة، وتمكن من إنهاء المرحلة الثانوية بعد عناء شديد.
وذكر خورخي في تصريحات صحافية أنه كان يلعب كرة القدم لمدة ساعة واحدة يوميا، وذلك خلال استراحة العمل في حقل صغير، وفي سن 14 عاما وقع مع نادي سان ميغيل، لكنه غادر النادي لظروف أمنية صعبة عاشتها الأرجنتين، وبعد عدة سنوات.. رآه مدير المصنع يلعب في الحقل وقام بضمه إلى إحدى الفرق المغمورة، وعندما ذهب إلى فريقه السابق للحصول على بطاقته، لكن النادي رفض انتقاله وقرر أن يستمر مع الفريق ومنحه ذات الراتب التي كان يتقاضاه من المصنع.
وخاض لاعب خط الوسط الدفاعي عدة تجارب مختلفة بعد بدايته مع فريق سان ميغيل، حيث انتقل إلى الدوري التشيلي ومن ثم لعب في ستة أندية مكسيكية، وعندما وصل إلى 28 عاما، فضل التوجه إلى دورات للحصول على رخص تدريبية، وفي أحد الأيام.. عندما أراد النادي التعاقد مع مدرب جديد.. زار زملاءه في غرفة الملابس وسألهم عن اسم المدرب، ولم يكن يعلم أحد عن من سيقودهم في تلك الفترة، ثم ارتدى خورخي ملابس مختلفة.. وظهر فجأة في وسط الملعب مع الجهاز الإداري لفريق دور دوراس المكسيكي.. ليتم تعيينه مدربا للفريق بالرغم من أنه مسجل كلاعب في قائمة موسم 2008-2009.
تزوج خورخي من أرجنتينية عندما بلغ 20 عاما، ولديه طفلان منها، وبعد انتقاله إلى المكسيك تزوج من مكسيكية تدعى "غابرييلا" ولديه طفلة منها، وتدعمه زوجته المكسيكية التي تعمل أخصائية اجتماعية، وقال عنها: غابرييلا تدعمني في عملي وتفاصيل حياتي، وتقوم بتهدئتي عندما أكون متوترا بسبب كرة القدم. لا يفضل المدرب الأرجنتيني العطلات، وذكر: أشعر بالغرابة عندما أكون في عطلة، لأنني أحب العمل فقط وكرة القدم.
وبخصوص المدربين الذين يعمل على التعلم منهم ومتابعتهم بشكل متواصل، أوضح: أحرص على متابعة المدرب مارسيلو بيلسا والبرتغالي جوزيه مورينيو إلى جانب الإسباني بيب غوارديولا.. لكن لا أشبه أيا منهم.. ويشرفني أن تتم مقارنتي بدييغو سيميوني.