نبض لبنان

“عرس” الكرة البرتقالية في القارة الصفراء اليوم.. منتخب لبنان بين إثبات الوجود وتحقيق المفاجآت

يدخل منتخب لبنان للرجال بكرة السلة من الباب العريض الى نهائيات بطولة العالم التي تنطلق اليوم في الفيليبين واليابان وإندونيسيا بمشاركة 32 منتخباً للمرة الأولى في تاريخ اللعبة. وسيخوض أبطال الأرز أولى مبارياتهم أمام لاتفيا اليوم عند الساعة (12.15) بتوقيت بيروت، ثمّ يلعبون مباراتهم الثانية الأحد بمواجهة كندا الساعة (12.45)، والثالثة يوم الثلثاء المقبل مع فرنسا (12.45).

وهي المرة الرابعة التي يتأهل فيها لبنان الى نهائيات «العرس العالمي»، أولاها في نسخة العام 2002 في إنديانيا بوليس الأميركية بمشاركة 16 منتخباً، وقد مثّل يومها قارّة آسيا مع المنتخب الصيني «العملاق» بعدما حلّ وصيفاً في مدينة شانغهاي 2001. ولعب لبنان في الدور الاول ثلاث مباريات ضمن المجموعة الثانية بقيادة المدرّب الأميركي جون نيومان، وخسرها جميعها، أمام تركيا (107- 80)، وبورتوريكو (99-77) والبرازيل (102-73)، كما خسر في مباريات تحديد المراكز أمام كندا (91-67)، والجزائر (100-70).

أما المرّة الثانية فكانت في مونديال اليابان 2006 الذي شارك فيه 24 منتخباً، وقد تأهل منتخب الأرز عن القارة الاسيوية مجدّداً الى جانب منتخب الصين بحلوله وصيفاً في الدوحة 2005، وأوقعته القرعة في المجموعة الأولى حيث حقق إنتصارَين تاريخيَين مدوّيَين على فرنسا (74-73)، وعلى فنزويلا (82-72) بقيادة المدرّب الاميركي بول كافتر، قبل ان يخسر أمام نيجيريا (95-72)، والأرجنتين (102-72)، وصربيا (104-57).

وجاءت المشاركة الثالثة في مونديال تركيا 2010 بوجود 24 منتخباً، وحصل لبنان يومها على بطاقة دعوة خاصة «وايلد كارد»، وقد حقق إنتصاراً وحيداً لكنه مهمّ جداً على كندا (81-71) بقيادة المدرب الأميركي تاب بولدوين ضمن المجموعة الرابعة، قبل أن يخسر باقي مواجهاته أمام فرنسا (86-59)، وفنزويلا (108-76)، وإسبانيا (91-57)، وليتوانيا (84-66).

الطريق إلى مونديال 2023

إجتاز منتخب لبنان الطريق الى المونديال الحالي من دون ايّ عوائق تذكر، بقيادة المدير الفني الشاب جاد الحاج الذي دخل التاريخ من بابه الواسع كأول مدرب وطني يقود منتخب بلاده الى العالمية بعدما تخطى بنجاح ستّ نوافذ أجريت على مدى 10 أشهر انتهت في شهر شباط 2023، وحلّ لبنان في ختامها وصيفاً للمنتخب النيوزيلندي في الدور الثاني في الترتيب العام النهائي بسبعة إنتصارات على الهند (63-95) و(103-74)، والسعودية (86-81) و(90-60)، والفيليبين (85-81) قبل أن يخسر أمامها (107-96)، وعلى نيوزيلندا (65-77) ثم خسر أمامها (106-91)، وعلى الاردن (89-70) وعاد وخسر أمامها (74-63). وتضمّ التشكيلة اللبنانية التي ستخوض منافسات البطولة العالمية كلاً من علي حيدر، علي منصور، علي مزهر، وائل عرقجي، أمير سعود، كريم زينون، كريم عزّ الدين، هايك قيوكجيان، جاد خليل، سيرجيو درويش، مارك خوري والمجنّس أومري سبيلمان.

وليد دمياطي (مونديال 2002):

يؤكّد اللاعب الدولي السابق ومدير نادي دينامو لبنان وليد دمياطي، وهو أحد الذين شاركوا في مونديال 2002 الأميركي لصحيفتنا، أنّ الحلم الحقيقي لكرة السلة اللبنانية تجسّد فعلاً بأول مشاركة عالمية بفضل الجهود الجبّأرة التي بذلها يومها رئيس نادي الحكمة أنطوان الشويري الذي كان وعد قبل سنوات بأنّ لبنان سيتربّع على عرش قمّة العرب وآسيا وسيدخل الى العالمية. أضاف دمياطي: «يومها كنّا نعتبر الأمر مجرّد كلام عاديّ لكنه ترجم لاحقاً على أرض الواقع». وتابع: «أمام منتخبنا مهمّة صعبة جداً ونأمل بأن نخرج بنتائج مشرّفة أمام عمالقة المنتخبات العالمية، وعلى رغم أننا نُعتبر الأفضل على الصعيد الآسيوي، إلا أنّ كرة السلة الأوروبية تسبقنا بأشواط فنياً وبدنياً وذهنياً».

عمر الترك (مونديال 2006):

يتذكّر اللاعب الدولي السابق ومدرب النادي الرياضي للسيّدات عمر الترك الذي شارك في مونديال اليابان 2006، الظروف التي مرّ بها المنتخب اللبناني خلال حرب تموز قبل خوضه مباريات المونديال، فأشار الى أنها كانت صعبة ومضنية جداً، بحيث لم يتسنَّ له التحضير جيداً، فمن معسكر خضع له في بكفيا إنتقل براً الى الأردن تحت وطأة القصف والغارات قبل وصوله الى اليابان. وتابع: «ومع ذلك حققنا إنجازاً تاريخياً لكرة السلة اللبنانية من خلال تغلّبنا على فرنسا وفنزويلا، وهذا كله بفضل الروح الجماعية والتصميم والإرادة لدى لاعبي المنتخب»، آملاً في أن ينجح منتخب الأرز بتقديم الصورة الجميلة الحقيقية عن لبنان في هذه البطولة. وواصل: «المطلوب المزيد من التلاحم والتنسيق والجدّية بين اللاعبين عله يكون عند حسن ظنّ اللبنانيين جميعاً»، معتبراً أنّ المجنس الجديد اوماري سبيلمان كان يجب أن يكون جاهزاً بدنياً وفنياً تماماً قبل شهر تقريباً، لا أن ينضمّ مؤخراً الى المنتخب بهذه الصورة التي ظهر بها من حيث زيادة وزنه بشكل غريب ومريب.

رودريك عقل (تركيا 2010):

بدوره، كشف رودريك عقل لاعب الحكمة الحالي لصحيفتنا أنه كان من أصغر اللاعبين اللبنانيين المشاركين في مونديال تركيا 2010 حيث لم يكن يتجاوز الـ21 عاماً، لافتاً الى أنها كانت تجربة رائعة لا يمكن نسيانها على رغم انّ وجوده على أرض الملعب لم يتعدّ الدقائق القليلة، لكنه كان شعوراً لا يوصف – بحسب تعبيره – بأن يواجه لاعبين عالميين محترفين في أكبر وأهمّ الدوريات العالمية». ورأى عقل انّ منتخب لبنان اليوم تنتظره مهمة صعبة جداً أمام منتخبات عريقة تعجّ بالنجوم العالميين وبالاسماء المعروفة واللامعة في الدوري الأميركي للمحترفين «NBA»، لكن من الواجب عليه بأن يقاتل بشراسة حتى الثانية الأخيرة، فالإحباط والتردّد ممنوعان على رغم الفارق الكبير في المستوى الفني، وربّما بإمكانه التعويض في مباريات تحديد المراكز لاحقاً.

فوغل أول مجنس للمنتخب

أول لاعب تمّ تجنيسه لمصلحة المنتخب الوطني كان في عهد رئيس إتحاد كرة السلة آنذاك جان همام في العام 2001 وهو الأميركي جو فوغل الذي أمضى سنوات عدّة مدافعاً ببراعة عن ألوان منتخب الأرز كلاعب ارتكاز، مساهماً بفاعلية في تأهّل لبنان الى بطولة كأس العالم مرّتين متتاليتين عامَي 2002 و2006. بعد فوغل تمّ تجنيس الأميركي جاكسون فرومان في عهد رئيس الاتحاد بيار كاخيا وساهم بدوره في حجز لبنان بطاقة غالية الى كأس العالم 2010. ثمّ حلّ بعده الأميركي لورين وودز في عهد رئيس الإتحاد الدكتور روبير أبو عبدالله، إلا انّه لم تتسنَّ له المشاركة في المسابقات الدولية بسبب إيقاف لبنان من قبل «الفيبا». بعد وودز إستعان الاتحاد بالأميركي جاي يونغبلود في عهد رئيسه وليد نصار، ثمّ عاد كاخيا الى رئاسة الاتحاد مجدّداً فتمّ تجنيس الأميركي نورفيل بيل الذي شارك مع المنتخب في بطولة اّسيا التي إستضافها لبنان في العام 2017. أما في عهد الرئيس الحالي أكرم الحلبي فقد تمّ تجنيس ثلاثة لاعبين أميركيين كان أولهم سام يونغ، ثم آتر ماجوك، وحالياً أومري سبيلمان.