نبض لبنان

خاص ـ بانتظار إنشاء نقابة… احذروا الـ”Fake PT”

يعمد الكثير من الشباب إلى مواجهة الأزمة الاقتصادية التي يمرّ بها لبنان والتي تسبّبت بتدنّي الأجور، عبر مقاربة المسألة بطريقة مختلفة. فكثيرون يحاولون أن يصبحوا “أصحاب عمل” على أن يكونوا موظفين في شركة معيّنة، باعتبار أنهم بهذه الطريقة سيجنون المزيد من الأرباح. وأغلبهم يلجأ إلى دخول عالم الأعمال من دون رأس مال، كأن يصبحوا مثلاً PT ـ Personal Trainers.

ولا شك أن عمل الـPT مهمّ جداً، فالاهتمام باللياقة والصحة البدنية ليست فقط للاعبي كمال الأجسام. فعلى سبيل المثال لا الحصر، لاعبو كرة القدم، بالإضافة إلى مدرّبيهم الفنيِّين الكرويِّين، بحاجة لمتابعة لياقتهم البدنيّة لكي يتمكّنوا من لعب 90 دقيقة، وأحياناً أكثر، من دون تراجع أدائهم، وكلّ شخص بحاجة لها، سواء كان رياضياً أو لا.

المشكلة تكمن في المدرّبين “المزيّفين”، الذين فقط يبغون جنيَ الأرباح من زبائنهم، غير مبالين لصحّة العضلات والعظام. وذلك من خلال الحركات الرياضية غير الصحيحة، ومن دون الأخذ في الاعتبار حالة كلّ شخص على حدة، والمشاكل الصحيّة والجسدية التي يعاني منها (). بالإضافة إلى ذلك، يعمد الكثير منهم إلى إقناع زبائنهم بشراء المكمّلات الغذائيّة ـ supplements، فيما هم بغنى عنها، فقط لـ”المتاجرة” والحصول على commission من الشركات الموزّعة.

للإضاءة على القضية وخفاياها، يكشف المدرّب الرياضي المجاز أوليفر بركات، في حديث إلى موقع القوات اللبنانية الإلكتروني، عن أن “ظاهرة المدرّبين المزيّفين ازدادت كثيراً في الفترة الأخيرة، بسبب سهولة التسويق لأنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي”.

ويؤكد، أنه “على الأشخاص الذين يريدون أن يصبحوا PT، القيام بدورات تدريبيّة والحصول على شهادات معترف بها، وليس فقط عبر دورات سريعة (7 ـ 8 حصص)”، مشيراً إلى أن “ذلك ليس كافياً لاستلام حياة شخص. فتمرين أي إنسان هو استلام حياته، لأن احتمال تعرُّضه لأي إصابة، في حال لم يكن يتلقَّى تدريباً على يد محترف، مرتفع، ويمكن أن ترافقه كلّ العمر”.

وينبِّه، من أنه “على المتدرّب أن يختار المدّرب الصحيح، استناداً إلى شهادته الجامعيّة وخبرته لا فقط على شكله الخارجي وعضلاته، لأن ليس كلّ شخص يتمتّع بقوام رياضيّ متناسق ويقوم بالتمرُّن، مخوّل بأن يمرِّن الآخرين”.

ويوضح، أن “في لبنان، لا يوجد نقابة للمدرّبين الرياضيين، ويمكن لكلّ متطفِّل يدّعي المعرفة تمرين روّاد النوادي، من دون رقابة”، لافتاً إلى أن “الأسوأ من ذلك، أنه لا يمكن التأكد ما إذا كان المدرّب مخوّلاً أو لا، بسبب غياب النقابة والفحص الموحَّد”.

ويناشد بركات، عبر موقع “القوات”، “المعنيّين كافة، من رسميِّين ومخلصين لهذه الرياضة، ضرورة إنشاء نقابة تهتمّ بتنظيم هذه المهنة عبر وضع أسس علمية واضحة ودقيقة، منها اعتماد فحص موحَّد للراغبين بتدريب الأفراد، مثل المعالجين الفزيائيين وأخصائيّي التغذية، وما شابه”، مؤكداً أنه “عندها، سيدخل إلى هذا المجال فقط الأشخاص الكفوئين”.​