نبض لبنان

ماذا يحدث للجسم عند التوقف عن ممارسة الرياضة؟

كتبت المدربة الرياضية جيهان قرباني رزق الله في “النّهار”:

من المعروف أنّ فوائد الرياضة عديدة على صحة الفرد ومظهره. وفي أغلب الأحيان، ينصح بالتمرّن 5 مرات في الأسبوع لمدة تتراوح بين 30 و45 دقيقة. ويمكن أنّ يختلف التمرن بين الكارديو وتمارين القوة أو حتى دمجها معاً بحصة واحدة. إلا أنّ ظروف الحياة قد تمنع الفرد من الالتزام بروتين حياتي كامل، ما يؤدي إلى التوقف عن ممارسة الرياضة أو التمرّن بانقطاع. وعند التوقف عن الرياضة لفترة أطول، قد يحدث آثاراً جانبية على صحة المرء النفسية والجسدية.

من الناحية النفسية، تفرز التمارين الرياضية هرموناً يعرف بهرمون السعادة الذي يعمل على تحسين المزاج وزيادة الشعور بالفرح والسعادة بعد التمرن. ولكن عند التوقف عن التمرن، يشعر المرء بالإحباط والكآبة. هذا يحدث نتيجة عدم تدفق كميات الدم المعتادة إلى الدماغ بعد الرياضة.

وبالتالي، تنخفض معدلات هرمون السعادة وتزيد المشاعر المضطربة كالحزن. وقد ينجم عن ذلك نظرة مختلفة للفرد عن نفسه. إذ يبدأ بكره مظهره الخارجي أو الانعزال الاجتماعي. وفي حالات محددة، قد يؤدي إلى الانتحار.

أمّا من الناحية الجسدية، فتحافظ الرياضة، قدر الإمكان، على جسم سليم بعيد عن الأمراض، ولاسيما المزمنة. وعند التوقف عن التمرّن، قد يتعرض المرء إلى:

1- ارتفاع ضغط الدم بعد أسبوعين من التوقف عن الرياضة نتيجة حدوث تصلبات في الشرايين.

2- إرتفاع نسبة السكر في الدم، ما يزيد الشعور بالتعب وزيادة الوزن ورفع خطر الإصابة بأمراض مزمنة كالسكري وأمراض القلب.

3- تفقد الكتلة العضلية من وزنها، إذ يضعف حجم العضلة ويصبح الجسم معرضاً أكثر إلى الإصابات بشكل أكبر وأسرع، لا سيما في المفاصل، كونها لا تكون محمية كالعادة من قبل العضلات.

4- تنخفض قدرة الجسم على التحمل مع الوقت، إذ لا يعود القلب قادراً على القيام بالحركات التي تتطلب مجهوداً كبيراً. ويصبح أضعف. كذلك ينطبق على عمل الرئتين اللتين تتعبان أكثر كون قدرتهما على التحمل تضاءلت.

5- زيادة الوزن تصبح أكثر سرعة. ويعود ذلك إلى أنّ الجسم لا يتحرك بشكل كافٍ ولا يحرق الوحدات الحرارية بكميات كبيرة. إذ أن كمية الطعام والسعرات الحرارية الموجودة فيها أكبر من معدل حرق الجسم لهذه الوحدات.

6- تصبح الكتلة العضلية أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، ولاسيما عند النساء، وبالتالي، تنكسر بسرعة. لذا، من المهم مراقبة مستويات الفيتامين D باستمرار لتفادي هذه المشاكل.

7- تتأثر نوعية النوم وجودته بالتوقف عن ممارسة الرياضة. وبالتالي، يعاني الفرد من الأرق وتقلبات في النوم ما يؤدي إلى شعور الجسم بالإرهاق والتعب. وينعكس ذلك على الحياة اليومية من ناحية الإنتاج والتعاطي مع الآخرين.

وبناءً على هذه المعلومات، يجب عدم التخلي عن التمرّن، ولو بأنشطة بسيطة. وذلك لأنّ العودة إليها بعد فترة طويلة من التوقف عن التمارين الرياضية يصبح أصعب. لذلك، يفضل خفض التدريبات وليس التوقف نهائيًا للاستفادة من منافعها بعيداً عن آثارها المتنوعة.