نبض لبنان

ما هي الحوكمة في عالم كرة القدم؟

تعود كرة القدم الحديثة إلى إنجلترا، وتشكلت الأندية منتصف القرن التاسع عشر ليصبح عددها أكثر من 40 ألف ناد في بريطانيا بمختلف الدرجات.

وعرفت اللعبة الأكثر شعبية في الكرة الأرضية، تغييرات عديدة في قوانينها ومنافساتها وصولا إلى تحول اللاعبين والأندية من الهواية إلى الاحتراف ولتصبح الفرق شركات تجارية بميزانيات سنوية وآليات للعمل الإداري، وبعدما أصبحت الأندية شركات، باتت في السنوات الماضية تقع سلوكياتها الإدارية تحت مفهوم مصطلح الحوكمة أو Governance باللغة الإنجليزية خاصة مع قرار العديد من الأندية دخول سوق الأسهم بدء من توتنهام الإنجليزي في عام 1983.

وتشمل القوانين التي يتم تطبيقها على الأندية بشكلها التجاري في قارة أوروبا بشكل خاص بعد أن كانت السباقة بالتحول إلى كيان تجاري نشاطه صناعة كرة القدم. ويشير التقرير السنوي لأغلب الأندية إلى المهام والمسؤوليات والهيكل الإداري في النادي وإن تباينت بين وضوح كبير في نادي مثل سلتيك الأسكتلندي وغياب تفاصيل عديدة في أرسنال الإنجليزي.

ويكون الاختلاف في القوانين المطبقة في كلا البلدين على الشركات وهو ما بدى واضحا عند قرار مانشستر يونايتد الانتقال من التواجد في سوق الأسهم في لندن في 2005 إلى سوق الأسهم في نيويورك في 2012.

وتشير بيانات النادي الإنجليزي تباين القوانين في مسألة الحوكمة وتفاصيلها، وتعد أحد أهم الأمور تحت بند الحوكمة هو وجود مجلس إدارة للنادي يتولى التخطيط بعيد المدى له مع تقسيم واضح للمسؤوليات بين أعضاء المجلس والمسؤولين التنفيذيين الذين يناط بهم تنفيذ هذه السياسات.

وطبق فيفا وهو السلطة العليا في كرة القدم، تعليمات الحوكمة في بياناته المالية إلى جانب تأسيس لجنة مستقلة للأخلاقيات لتكون مسؤولة عن مراقبة سلوكيات مجتمع كرة القدم من لاعبين ومدربين وإداريين ووكلاء وباقي المنظومة سواء على المستوى الدولي أو القاري أو المحلي، ولم يكتف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بوضع تعليمات الحوكمة في إدارته للكرة على المستوى القاري بل حدد العام الماضي ما أسماه بالوصايا العشر للسلوكيات الحميدة للاتحادات الـ55 المنضوية تحت عضويته من أجل أن تكون بمثابة وصفة لتطبيق الحوكمة في شؤون الاتحاد المحلي.