نبض لبنان

تعادل للبنان يُظهر ارتفاعاً في الأداء

كتب شربل البيسري في “الجمهورية”:

حصد المنتخب اللبناني لكرة القدم تعادلاً مقنعاً من نظيره الكويتي، أمس في مدينة دبي الإماراتية، في المباراة الدولية الودية الأخيرة لمنتخب الأرز، قبل خوض المباريات الثلاث المتبقية له في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة إلى كأسَي العالم (قطر 2022) وآسيا (الصين 2023).

وأكّد المدرب جمال طه من خلال أسلوب لعبه، مرةً أخرى، أنّ ركيزة أسلوب الفريق اللبناني ستعتمد على ثبات الدفاع، والقيام بالزيادة العددية في منطقته، على الرغم من الغيابات العديدة في الخطّ الخلفي، أبرزها لألكسندر ملكي وجوان العمري وقاسم الزين، نتيجة قيود السفر المفروضة للحدّ من تفشي فيروس كورونا.

وتلقّت الشِباك اللبنانية الهدف الخامس في 5 مباريات، عندما وصلت تمريرة بينية إلى داخل الصندوق عند شبيب الخالدي الذي لم يتوانَ عن تسديدها مباشرةً على قدمَي الحارس مهدي خليل وترتفع إلى سقف الشباك (د15).

علماً أنّه الهدف الثاني الذي تستقبله الشباك اللبنانية في المعسكر الإعدادي في دبي، بعد الأول أمام الأردن (0-1). إذ ارتفع مستوى الفريق تدريجاً عن المباراة الأولى، عقب فترة إغلاق وتوقف للنشاط الرياضي في البلاد دامَ لأكثر من شهرين.

إلى ذلك، شهد الأداء الدفاعي اللبناني استقراراً على مستوى الظهيرَين (مع عبدالله عيش وحسين الزين)، حيث تعدّدت المشاكل في السنوات الأخيرة، وجرت المداورة بين العديد من اللاعبين.

وبذلك سيكون الدفاع اللبناني، مدعّماً بالعمري وملكي في وسطه، ثابتاً أكثر حين يُضاف إليهما جورج ملكي في وسط الميدان إلى جانب نادر مطر أو حسين الزين اللذين قدّما مستوى جيداً خصوصاً في الشوط الثاني أمام الكويت، حيث ارتفعت وتيرة الضغط في منطقة الخصم.

وشكّل الإرهاق والضعف البدني سبباً رئيساً في الخسارة أمام الأردن، إلّا أنّ ذلك خَفَتَ ضدّ الكويت، مع تقدّم باسل جرادي وهلال الحلوة وحسن معتوق ومحمد قدوح للضغط في منطقة الخصم وافتكاك الكرة، ما صعّب بناء اللعب على الفريق الخليجي.

مع تدرّج اللبنانيّين بمستوى جيد في الكرة، وسرعة التمرير في منطقة الخصم، ظهر سوء التعامل في الثلث الأخير من الملعب وعلى طرفي منطقة الجزاء.

غير أنّ عرضية زاحفة وحيدة جيدة، مع مجهود فردي لجرادي في وجه 3 مدافعين، سمحت لقدوح بإدراك التعادل من تسديدة على يسار الحارس الكويتي (د60).

ويوضح هدف التعادل عبر قدوح، مدى معاناة المنتخب اللبناني في إنهاء الهجمات، وحتى في صناعة اللعب والكرات المفتاحية، خصوصاً وأنّه الهدف الثاني فقط لمنتخب الأرز في 5 مباريات (سجّل ضدّ البحرين عند الخسارة 3-1).

فعلى الرغم من الزيادة العددية في منطقة الخصم وعلى طرفي الصندوق، التي قام بها المدرب طه، لم يكن المنتخب اللبناني مقنعاً جداً، وكأنّه يفتقد للإيقاع وسرعة اتخاذ القرار عند القيام بالتمريرة المفتاحية الأخيرة، وهو ما ظهر مع الهجمة المرتدة السريعة التي فضّل فيها قدوح التسديد من على حافة المنطقة، عوضاً عن التمرير إلى الجهة اليسرى، فينفرد زميله بالحارس وتكون الفرصة محققة أكثر لخطف هدف الفوز.

مع اتزان الدفاع وتفعيل خطّ المقدّمة وصناعة اللعب، قد يضطر طه إلى الدفع بالظهيرَين (الأيمن والأيسر) إلى التوغل أكثر نحو منطقة جزاء الخصم ولعب العرضيات، تزامناً مع قيام الجناحين بالزيادة العددية داخل وحول الصندوق، إلّا أنّ ذلك قد يكلّف لبنان غالياً بالهجمات المرتدة.

إنّما الاستمرار في التوازنات الحالية قد يكون أكثر منطقياً عند طه، خصوصاً إن تمكّن من تجسديها كهوية للمنتخب اللبناني، وهو الأمر الأصعب على مستوى الفرق الكروية المتوسطة الأداء (بما أنّ لبنان من المنتخبات المتوسطة الأداء آسيوياً).