نظمت لجنة أهالي وسكان البلدات المجاورة لمنطقة بسري في جزين والشوف وإقليم الخروب، ومنظمات المجتمع المدني، اعتصاما جديدا على جسر بسري، تحت شعار “نحنا سد بوج السد”، أعلن خلاله المشاركون المنطقة محمية طبيعية عبر رفع لافتة كتب عليها “محمية مرج بسري ترحب بكم”، إضافةً إلى لافتات منها “أنقذوا مرج بسري” و”بيروت لا تريد مياها مسرطنة”.
شارك في الاعتصام، الذي يأتي في إطار التحركات المتتالية رفضا لإقامة سد بسري، ولمناسبة زيارة وزير الخارجية جبران باسيل قضاء جزين، الأمين العام لـ”التنظيم الشعبي الناصري” النائب أسامة سعد، ومجموعة كبيرة من الناشطين البيئيين، وممثلون عن جمعيات حماية البيئة، وأهالي المنطقة والجوار.
ووجّه سعد، في كلمة، “التحية لكل الناشطين البيئيين في لبنان ولكل الحريصين على هذا البلد”، وقال: “البعض يقول لنا إن من يقف في وجه إقامة سد بسري التدميري يخدم مخططات إسرائيلية، وشيء غريب أن يقال هذا الكلام بحق أناس يحافظون على هذا البلد ويقدّمون التضحيات من أجل استقرار هذا البلد وأمنه، ومن أجل تطوره الديمقراطي، عليكم يا مسؤولين أن تسمعوا الرأي الآخر، وهذا حق الناس عليكم، الرأي الآخر هو رأي وطني اقتصادي اجتماعي بيئي لمصلحة لبنان، لأن هذه المنطقة في حال تحوّلت إلى محمية طبيعية، ستقدّم خدمات من صيدا إلى جزين وإقليم الخروب ولكل الجنوب ولبنان وللاقتصاد اللبناني، وسيكون فيها أنشطة بيئية ترفيهية سياحية، كما ستستقطب مواطنين من كل المناطق اللبنانية ودول العالم”.
وأشار سعد إلى أن “الخبراء قالوا إن هناك بدائل لتأمين المياه لبيروت وجبل لبنان، وهي بدائل أوفر، وأنتم تضعون مئات الملايين من الدولارات من أجل مشروع له بدائل أسرع، أنتم تقولون إننا في بلد مديون ويعاني من مديونية عالية، و40% من موازنته تذهب لخدمة الدين العام، فلتأتوا وتناقشوا الناس، إن شعبنا يكفيه ما فيه من مآس، لقد أوصلتمونا إلى عتبة الـ100 مليار من الديون، مع عدم وجود رعاية صحية ولا جامعة لبنانية متطورة، ولا فرص عمل، مع غياب الزراعة وأي معالجة للنفايات، والصرف الصحي، وغياب خدمات المياه والكهرباء”، سائلا: “أين ذهبت مئات الملايين من الدولارات”؟
وأضاف: “منذ ابتداء هذا المشروع وأنتم لا تتمتعون بالشفافية، وتسوقون للمشروع وتلزمونه بطرق غير معروفة، لقد سألنا عن هوية الجهة التي التزمت المشروع وعن شركائها الأجانب، لكن لم يجيبني أحد، وهناك دعوى مقامة ضد المشروع من مجلس شورى الدولة”.
وختم سعد بتوجيه الشكر للمشاركين في الاعتصام، وقال: “أشكر تحرككم السلمي الحضاري، نحن بحاجة إلى دولة حضارية وحديثة، والمسؤولون الحضاريون في البلد غير موجودين”.