ورأى أن "مشروع الكيان الصهيوني حول إسرائيل الكبرى ما زال واردا وإن اتخذ طابعا آخر من خلال احتلال الأنظمة وتسييرها دون الحاجة لاحتلال الأرض"، مشددا على أن "صفقة القرن ولدت ميتة ولو وافق العالم بأجمعه عليها ورفضها الفلسطينيون فلن تحقق أهدافها، لذا مصيرها سيكون الفشل والتداعيات ستكون وخيمة على كل من يدخل فيها".
وقال: "عندما وصل الكيان الصهيوني إلى مرحلة فقد المناعة والإحساس بقرب الزوال استنفر كل أوراقه وعلى رأسها الأنظمة العربية الرجعية وأول الوهن التطبيع".
أضاف: "الرهان يجب أن يكون بعد الله على الشعوب، فنحن لدينا الأمل بالشعوب العربية أن تنتفض على حكامها، ولن ينفع التطبيع مع العدو الصهيوني".
هنية
بدوره، أكد هنية أن "لبنان كان وسيبقى وسيظل إن شاء الله، عاصمة للمقاومة وعاصمة للوحدة كذلك". وقال: "المنطقة بشكل عام تمر بمنعطف تاريخي وغير مسبوق ويحيط بها أخطار وجودية من وجهة نظر من يتآمر على القضية، ومن هنا أرى كل العلماء الكرام من كل مواقعهم وفي كل ساحات تحركهم، يحملون اليوم مسؤولية عظيمة وأمانة ثقيلة لمواجهة هذه المخططات ولحماية قضية الأمة المركزية، قضية فلسطين، وللحفاظ على ميراث النبوة وميراث الأمة في القدس وفي الأقصى".
أضاف: "أرى ثلاثة قضايا من المهم أن تكون مستحضرة بين يدي السادة العلماء: الأولى: الحفاظ وإعادة الاعتبار لوحدة الأمة بكل مكوناتها وبكل أعراقها ومذاهبها، فهي تستهدف بوحدتها وتماسكها الداخلي. الثانية: العمل على إعادة الاعتبار لقضية فلسطين في وعي وثقافة الأجيال، فهناك إمبراطوريات إعلامية تعمل على شيطنة القضية الفلسطينية والمقاومة في فلسطين وخارجها وهناك من يريد الضرب بقنابل دخان كثيف فوق رؤوسنا جميعا لكي يمرر صفقات التطبيع مع العدو والاعتراف به، وسلخ قضية فلسطين عن عمقها وسلخ عمقها عنها. نحن بأمس الحاجة اليوم لأن نعيد القضية الفلسطينية إلى مكانتها كقضية جامعة وموحدة وكقضية محررة لشعب، وقضية ميراث أمة لا يجوز لكائن من كان أن يعبث به. من هنا، نحن بأمس الحاجة اليوم إلى دوركم أيها السادة العلماء من فوق المنابر في المحاريب في التجمعات في الإعلام في المقالات في اللقاءات لنعيد قضية فلسطين كقضية امة ونعيد الاعتبار لها كقضية عربية وإسلامية".
وتابع: "أما النقطة الثالثة فهي أن نعيد الاعتبار الى مشروع المقاومة ولكي نحرض الأمة أيضا على المقاومة وننقل الأمة من استراتيجية الدعم والإسناد للمقاومة في فلسطين إلى استراتيجية الشراكة في مشروع التحرير والعودة وتحرير القدس والأقصى. نحن اليوم أمام معارك فاصلة وأمام مخطط كبير يحتاج منا جميعا أن نقف في الموقف السليم الصحيح، قضية فلسطين ليست قضية إنسانية أو معيشية أو سياسية ومحصورة بالمعنى السياسي، بل هي قضية عقيدة وإيمان وإرث وتحرر وقضية مظلمة تاريخية وقعت على شعبنا ولبنان الشقيق العزيز واحد من الدول التي احتضنت هذا الجرح الفلسطيني منذ أكثر من 72 سنة، ولبنان الشقيق العزيز دفع أثمانا ربما، وشكل حاضنة لأهلنا ولشعبنا وخاصة أهلنا وتيار المقاومة وتيار الثوابت وتيار الالتزام بقضية فلسطين".
وفي الختام، قدم "تجمع العلماء المسلمين" درعا تكريمية الى هنية.