كتب جوني فخري في “العربية”:
على بُعد أسبوع بالتمام عن الانتخابات النيابية في 15 أيار الجاري، تزداد حمأة المعركة التنافسية مجمل الدوائر الانتخابية في لبنان بشكل متفاوت تبعاً لمستوى المنافسة الذي يحكم في كل دائرة.
وتدخل بعلبك-الهرمل التي تشكّل إحدى أبرز معاقل حزب الله في عداد الدوائر التي يحشد فيها الحزب قوّته لحسم المعركة الانتخابية لصالحه والفوز بالمقاعد النيابية العشرة التي تُمثّلها في البرلمان.
تلويح بـ “مؤامرة”
ولهذه الغاية، يسعى حزب الله إلى توظيف كل أسلحته في هذه الدائرة لضمان عدم خرق لائحته من قبل منافسيه وأبرزهم “القوات اللبنانية” التي تدعم لائحة معارضة له، وحثّ أبناء بيئته على المشاركة الكثيفة يوم الانتخاب، ملوحاً بـ “مؤامرة على المقاومة وسلاحها لا يُمكن مواجهتها إلا بالحصول على الأكثرية النيابية” كما يروّج.
من هنا، لن يغيب مقاتلو الحزب الذين يحاربون في سوريا منذ عام 2012 عن المعركة الانتخابية في هذه الدائرة، باعتبار أن غالبيتهم من قرى بعلبك والهرمل، حيث سيتركون قواعدهم العسكرية يوم الأحد المقبل للإدلاء بأصواتهم على أن يعودوا بعدها إلى الأراضي السورية.
آلية لانتخاب المقاتلين
وفي السياق، أفادت مصادر خاصة لـ”العربية” “أن حزب الله وكما في الدورة الانتخابية السابقة عام 2018، وضع آلية محددة لتأمين مشاركة مقاتليه في سوريا وفق معيارين: تأمين البديل في القواعد العسكرية عندما يتوجّهون إلى لبنان للاقتراع، وتحديد المدة الزمنية التي تستغرقها العودة، من لحظة تركهم القواعد العسكرية في سوريا حتى العودة إليها بعد اقتراعهم في بلداتهم”.
كما أوضحت المصادر “أن عملية تأمين انتخاب المقاتلين لم تختلف عن خطة إعادة التموضّع التي يقوم بها عادة في صفوف مقاتليه بسوريا بين فترة وأخرى، حيث يُجري عملية تبديل للعناصر كل خمسة عشر يوماً من أجل زيارة عائلاتهم في لبنان ومن ثم العودة إلى مراكزهم العسكرية”.
معبر “المهمة”
إلى ذلك، كشفت “أن تأمين وصول المقاتلين (يُقدّر عددهم بالمئات) لن يستغرق أكثر من أربع ساعات، وهم على الأرجح سيدخلون عبر معبر عسكري خاص بحزب الله هو معبر “المهمة” كما يُسمّى، موجود في منطقة حوش السيد علي وهي إحدى القرى اللبنانية في قضاء الهرمل على الحدود السورية اللبنانية”.
ويتواجد القسم الأكبر من مقاتلي حزب الله في حمص وريفها ومدن وبلدات القلمون السورية على الحدود مع لبنان، منها منطقة القصير السورية جغرافياً، والمختلطة بسكانها اللبنانيين والسوريين.
اللبنانيون الشيعة في سوريا
وإلى جانب المقاتلين، يُركّز حزب الله في حملته الانتخابية في دائرة بعلبك-الهرمل على تأمين انتخاب اللبنانيين الشيعة القاطنين في سوريا، وتحديداً في القلمون والقصير، وذلك بالتعاون مع النظام السوري ويبلغ عددهم نحو 10 آلاف ناخب.
وبحسب المصادر الخاصة، فإن هؤلاء سيدخلون إلى لبنان الأحد المقبل عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية. فيما ستوزع مراكز الاقتراع الخاصة بهم بين مناطق عدة ضمن قضاء الهرمل منها الفاكهة والجديدة”.
معركة مهمة
ويخوض الحزب المدعوم إيرانيا معركته الانتخابية في بعلبك- الهرمل التي تُعدّ أحد أهم “معاقله” لإثبات قوّته الشعبية في هذه الدائرة والفوز بلائحة مُكتملة يدحض خلالها كل ما حُكي عن تململ داخل بيئته وبأن شعبيته تراجعت لأسباب عديدة منها تحميله مسؤولية الأزمة التي يتخبّط فيها اللبنانيين منذ خريف 2019، بالإضافة إلى إلحاق الخسارة بخصمه اللدود “القوات اللبنانية” وإخراجه سياسياً من هذه الدائرة التي يتمثّل فيها بالنائب أنطوان حبشي.
يشار إلى أن عدد الناخبين في دائرة البقاع الثالثة (بعلبك-الهرمل) يبلغ 341 ألفاً، يشكّل الشيعة نحو 74% منهم، والسنّة نحو 13، والمسيحيون 13%.
أما عدد المقاعد فهو 10، وتتوزّع على 6 شيعة، 2 سنّة، 1 موارنة، 1 روم كاثوليك.