أمل وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض أن “يكون إقرار مجلس الوزراء بعد ظهر اليوم مبلغ 35 مليون دولار كدفعة للدواء والمستلزمات الطبية، خطوة نحو الإنفراج في موضوع النقص الحاصل في الأدوية ولاسيما أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية”، مبديا ارتياحه لـ”قرار إحالة 64 مليار ليرة لبنانية من احتياطي الموازنة لتغطية زيادة التعرفة على علاج غسيل الكلى التي كان قد تم اعتمادها أخيرا”.
كلام وزير الصحة جاء في خلال مشاركته في الاحتفال الذي نظمه مستشفى “أوتيل ديو” بدعوة من رئيس مجلس إدارة المستشفى البروفيسور الأب سليم دكاش اليسوعي بمناسبة مرور مئة عام على وضع حجر ألاساس للمستشفى، والذي حضره الرئيس أمين الجميل والسفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتيري والسفيرة الفرنسية آن غريو.
واستهل الأبيض كلمته بالقول: “إن تأسيس مستشفى أوتيل ديو في العام 1922 جاء في وقت كان لبنان يمر في مرحلة مفصلية من تاريخه، إذ كان العالم يخرج من حرب عالمية أولى تأثر فيها لبنان بشكل كبير حيث حدثت مجاعة قضت على العديد من أبنائه وهاجر الكثيرون منهم كما شهد العالم وقتئذ جائحة عالمية هي جائحة الإنفلونزا الإسبانية. وكانت المنطقة تمر بمتغيرات سياسية وجغرافية كبيرة، وفي وسط كل هذه الظروف تشكل لبنان الحديث وأنظمته وتأسست الجامعات وكليات الطب والتمريض كما المستشفيات الجامعية التي شكلت نقطة ضوء وأمل وقادت لبنان نحو الخروج من ظروفه الصعبة، وأسهمت في تبوئه المكانة الرائدة كجامعة الشرق الأوسط ومستشفى الشرق أيضا”.
واضاف: “أننا نمر اليوم أيضا في مرحلة مفصلية وظروف لعلها مشابهة لما شهده وطننا قبل مئة عام وهي مرحلة تتكاثر فيها التحديات وتطرح فيها الأسئلة الصعبة على القطاع الصحي والإستشفائي” وقال إن الأزمة الإقتصادية والمالية أدت إلى تراجع الإستيراد ولا سيما الدواء والمستلزمات إضافة إلى هجرة الطاقات البشرية من أطباء وممرضين وعاملين وعدم تمكن الكثيرين من الحصول على الخدمات الصحية المطلوبة”.
وسأل: “هل من قيامة للبنان ونظامه الصحي؟ وهل من دور للمستشفيات الجامعية في ذلك؟ ان أسس الإنقاذ تقوم على دعم صمود الكوادر الطبية والمؤسسات الإستشفائية عبر توفير الموارد المالية والسيولة اللازمة لخلق فرص عمل أفضل، واتباع مبادئ الإدارة السليمة والحوكمة الرشيدة لضمان استمرارية هذه المؤسسات بأوضاع مالية وإدارية حصية، إضافة إلى إيجاد مساحات مشتركة للتعاون بين القطاعات العامة والخاصة وشراكات بين المنظمات والجهات الدولية والمؤسسات المحلية تساعد على توحيد الرؤيا للمشاكل وللحلول المطروحة ومن ثم العمل بإطار يغلب المصلحة المشتركة على المصلحة الفردية”.
ولفت إلى أنه “رغم ظروف لبنان الصعبة، برزت مجموعة من الشراكات والمشاريع المشتركة الناجحة والتي شارك في عدد منها مستشفى أوتيل ديو خلال مواجهة جائحة كورونا وتطوير العمل في المستشفيات الحكومية في المناطق”، مشيرا الى انه “كان من الصعب على اللبنانيين قبل مئة عام تصور التقدم والإزدهار الذي سوف يشهده لبنان في العقود اللاحقة، لكن الأزمات تنطوي دائما على فرص”.
وقال: “ها إننا نحتفي بمؤسسة عمرها مئة عام تخللتها أيام جميلة وأخرى مظلمة، ولكن بالعمل الدؤوب والإيمان بالوطن استطاعت هذه المؤسسة أن تحافظ على دوره الريادي، لذا أنا على يقين بأن شعب لبنان قادر على التغلب على مصاعبه الحالية ليعود بعد فترة من الزمن الى الإحتفال بالكثير من العطاءات الجديدة والإنجازات