المشاركة في الانتخابات للحفاظ على هوية بيروت

المشاركة في الانتخابات للحفاظ على هوية بيروت
المشاركة في الانتخابات للحفاظ على هوية بيروت

يُحكى منذ عقد من الزمن عن إحباط يخيّم على الساحة السنية في بيروت والشمال ومختلف المناطق اللبنانية، وذلك بناءً على مسيرة سعد الحريري وتيار المستقبل وتقويض حضوره وسلطته من قبل حزب الله وحلفائه. اليوم، يعمل حزب الله وحلفاؤه في العهد القوى على تزكية نظرية الإحباط السني من أجل إتمام الإجهاز على هذا الشارع، والشارع البيروتي ككل بهدف السيطرة الكاملة على العاصمة وقرارها السياسي.

ووراء هذه الأفكار عن الإحباط والتيئيس، خطة واضحة في استكمال دفع الناس إلى عدم المشاركة في الانتخابات النيابية على اعتبار أنّ انخفاض المشاركة يعني انخفاض الحواصل الانتخابية ما يسمح لحزب الله بإيصال العدد الأكبر من مرشحيه إلى مجلس النواب. وهنا استعادة فعلية لما يعني هذا الأمر في بيروت ولبنان وككل.

عدم المشاركة في الانتخابات يعني تكريس مفهوم ٧ أيار بمفهومه العسكري والأمين والسيطرة على العاصمة بشكل كامل، ويعني استعادة مشهد جمهور ثنائي حزب الله وحركة أمل يخترق بيروت وساحاتها بعيد الإعلان عن نتائج انتخابات 2018 في التحرّك الذي طغى عليه شعار "بيروت صارت شيعية". ويعني أيضاً التسليم لمنطق البلطجة الذي مارسه حزب الله وحلفاؤه على اللبنانيين خلال انتفاضة ١٧ تشرين حيث عاثوا فساداً بالساحات والخيام وضرباً بالبشر والحجر. كما يعني أنّ الميليشيات التي نشرها حزب الله في مختلف أزقة بيروت وشوارعها وحواريها قد انتصرت في تقويض المعارضين وكتم أنفاسهم. 

إن كان ثمة من وسيلة لمنع سقوط بيروت كاملاً في قبضة حزب الله، فالطريق إلى ذلك يبدأ يوم ١٥ أيار ٢٠٢٢ في صناديق الاقتراع لمواجهة هذا الاحتلال المفروض على العاصمة وكل لبنان، وعلى ناسه ومؤسساته ودولته وقوانينه. وطبعاً ليس أهل بيروت متروكون وحدهم، إذ يمكنهم الاخيار من بين مختلف اللوائح الانتخابية المشاركة في استحقاق أيار، بغض النظر عن هويته والأشخاص والوجوه فيه، لذا يمكنهم الاخيار من بين هذه اللوائح للتأكيد على رفض خيار حزب الله ورفض التسليم له.

الإحباط في البلاد ليس سنياً ولا مسيحياً أو درزياً، هو إحباط عام يعيشه الجميع من مختلف الطوائف والمذاهب ولا طائفة محددة له، إلا أنّ مسبّبه معروف ولو اسم: السلطة السياسية الحاكمة التي تسرق اللبنانيين وتصادر أموالهم وخياراتهم بحماية حزب الله ودعمه.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى