استقبل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى في دار الطائفة – بيروت، اليوم الخميس، السفير القطري ابراهيم بن عبد العزيز السهلاوي. وتم البحث خلال اللقاء في “العلاقات الثنائية بين الجانبين وسبل تطويرها وتأكيد دور الأشقاء العرب في استعادة الأمل بلبنان”.
واستقبل أبي المنى المرشح عن مقعد الأرمن الأرثوذكس في المتن الدكتور آرا بارداقجيان، يرافقه مدير حملته الإعلامي زاريه باربكيان، واضعا أبي المنى في “صورة مشروعه الانتخابي”.
وزار أبي المنى، مساء أمس، بلدة بعقلين، يرافقه وفد كبير من المشايخ، في مقدمهم الشيخان أبو زين الدين حسن غنام وأبو نعيم محمد حلاوي، رئيس مؤسسة “العرفان التوحيدية” الشيخ نزيه رافع، وأعضاء من المجلس المذهبي.
وجال شيخ العقل في عدد من المراكز الدينية في البلدة ودارة آل حمادة التاريخية، حيث التقى عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حمادة، الذي أقام له استقبالا حضره مشايخ البلدة وأهاليها.
وشكر شيخ العقل لـ”الجميع هذا الاستقبال”، منوها بحمادة قائلا: “إن كان للوفاء عنوان، فأنتم عنوان الوفاء والحنكة والمقدرة السياسية، بما يشهد عليه تاريخكم من الوفاء والعمل والنضال في سبيل الجبل والوطن، فالرسالة التي نحملها معا رسالة الجبل والعيش المشترك والتوحيد والمعروف والمحبة والاخوة والرجولة. كم من مرة صمدنا معكم في وقفة ثابتة قوية إلى جانب المختارة، واضعين نصب أعيننا هذا التاريخ المليء بالبطولات والمواقف، والمتصل بعقيدتنا وتراثنا العربي والإسلامي”.
وأضاف: “لم ننكفئ أو نتخاذل يوما أمام المبادئ والمواقف والرسالة، قاتلنا وصافحنا مع وليد بك القائد الوطني الكبير ومعكم ومع الشيخ أبو محمد جواد وليد الدين صاحب الذكرى اليوم ومع الشيخ أبو حسن عارف حلاوي رحمه الله وكل المشايخ، صالحنا بثقة وقوة وصدق، وكانت المصالحة الوطنية الكبرى لتؤكد رسالة الجبل والعيش المشترك، وأن الجبل هو النموذج الأرقى للبنان والمنطقة في العيش الواحد واحترام التنوع والاديان بعضها لبعض”.
وتابع أبي المنى: “الرسالة التوحيدية حملناها في العرفان، ونحملها في مشيخة العقل ومع رؤساء الطوائف والعائلات الروحية كافة لأننا أهل سلام ومحبة، لا نعتدي ولا نقبل الاعتداء من احد، فتلك هي رسالة الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين والشيخ أبو حسن عارف حلاوي، نحملها بثقة حيث أننا ثابتون بأصالتنا وعنفواننا، هي رسالة الشيخ أبو محمد جواد الذي وقف امام الاسرائيليين وقال لهم: “ثيابنا مرقعة، لكن كرامتنا لا نقبلها كذلك”. لقد كان مدرسة في الشجاعة والتقوى”.
وختم: “نأتي إلى مقامه أيضا لإحياء ذكراه، وليس من مخلد إلا بذكره الطيب. لقد أصبح مدرسة للاجيال، وأنتم الاستاذ مروان مدرسة في النضال والتضحيات، وهذه الدار الكريمة هي من مداميك وحدة الجبل، والاستحقاقات التي نواجهها اليوم تحتاج الى مثل هذه الوحدة والمواقف والرؤية الواضحة التي لا تلتبس عليها الامور، فالوفاء منكم والوفاء من وليد بك لكم ايضا حيت أنكم الأجدر في تحمل المسؤولية والرؤية في مواجهة ما يمكن أن يحاك ضد هذا الجبل، حيث نأمل أن نبقى جميعا على رسالتنا، رسالة السلام”.
وكان حمادة رحّب بـ”شيخ العقل في هذا المكان التاريخي”، وقال: “كم ظلم التاريخ طائفة الموحدين الدروز، فهي التي تمثل بنسيجها الروحي والاجتماعي وبمشايخها الاجلاء، وعلى رأسها موقع مشيخة العقل، الدعوة الدائمة الى السلام وعدم الاعتداء والدفاع عن النفس. في الذكرى العاشرة لغياب الشيخ الجليل أبو محمد جواد ولي الدين، وقبل أيام زرنا مقام الشيخ ابو حسن عارف حلاوي، فإن هذين الشيخين الجليلين، إلى جانب القيادة السياسية في المختارة، كان لهما الدور المهم على مستوى الطائفة والوطن”.
وأضاف: “هذه الطائفة الساعية دوما إلى السلام والعاملة على تعزيز مقومات الصمود اللبناني والعيش المشترك، فوق مفاهيم العددية التي تعني احيانا اللعب بالنار، وهذا ما نعلم تجاربه جيدا في منطقة الجبل”.
وتابع حمادة: “لدينا اليوم شيخ عقل نفتخر به، ونحن نعتز بالمجلس المذهبي الذي كرس في انتخابه للشيخ سامي أبي المنى قانون الطائفة بعد توحيد مشيخة العقل، والذي أقر بإجماع النواب رغم معارضة سوريا، التي حاولت اللعب بهذه الطائفة العربية التي تشكل القاطرة الأساسية للانتماء العربي. نرى ما حصل في سوريا من إبعاد قادة من هذه الطائفة ومحاولات التقسيم. بينما هنا حماة الثغور أساس الكيان في لبنان والفلسفة ومكتبة الدروز التي اختلطت مع مفاهيم وفكر المعلم كمال جنبلاط، التي سنبقى نناضل لأجلها حتى الرمق الأخير من حياتنا”.
وأردف: “هذه العمائم البيضاء، ستبقى أمامنا بقيادة سماحته مع وليد بك جنبلاط، واليوم، مع الشاب المقدام تيمور جنبلاط. لقد وقفنا بجانب الوليد في الخط الذي حمى الجبل. واليوم، إن شاء الله بدعائكم نحافظ على هذا الخط”.
كما زار أبي المنى يرافقه وفد المشايخ، منزل الراحل الشيخ أبو صالح كمال غنام وأيضا سائس خلوة الشيخ ولي الدين الشيخ أبو سليمان سعيد سري الدين، ومنزل الراحل الشيخ أبو علي محمد عامر.
ثم زار خلوة ومزار الراحل الشيخ أبو نجم خليل حمادة، حيث كان في استقباه مشايخ البلدة وفاعلياتها الروحية. واختتم أبي المنى جولته بالمشاركة في سهرة دينية في مزار الشيخ أبو محمد جواد وليد الدين، بمشاركة حشد من مشايخ الشوف ومناطق الجبل.
وفي مستهل اللقاء الروحي الموسع، تحدث أبي المنى عن “مسيرة الشيخ الراحل على كل المستويات وتعاليمه التي تنهل منها الاجيال، وتشكل مدرسة للحاضر والمستقبل، بما مر به الشيخ الراحل من تاريخ روحي حافل، إلى جانب تاريخه الاجتماعي والعام في خدمة أبناء العشيرة وهذه المنطقة، وجهوده الكبيرة في المؤسسات، لا سيما العرفان ورؤيته التوحيدية وأياديه البيضاء وتعاليمه التي ستبقى راسخة للاجيال”.
من جهة ثانية، توجه شيخ العقل من “جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت بالتعزية بوفاة الدكتور رفيق عيدو.