جاء في “أخبار اليوم”:
كانت الشرارة الاولى للحملة المنظمة مع نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، الذي اعتبر ان لا صلة بين ميشال معوض والمجتمع المدني واتهمه انه كان مشاركا “في الخبصة” الموجودة في البلد واعطى مساهمته بالفساد.
لا يبدو كلام قاسم مستغربا خصوصا وان معوض يترأس لائحة “شمال المواجهة” التي تخوض مواجهة مع حلفاء حزب الله في دائرة الشمال الثالثة… وليس مستغربا ايضا ان يشكل هذا الكلام مرتكزا لبعض المنابر الاعلامية وبعض الصحافيين الذين يدورون في “فلك الممانعة”، من اجل تحوير الحقائق وتزوير الوقائع.
ولكن “الشمس شارقة والناس قاشعة”، وكل ما قام ويقوم به معوض والنائب السابق نايلة معوض ومؤسسة رينه معوض، هو في العلن، وامام الاعلام، وما من شيء مستتر.
غير انه في زمن الانتخابات، التشويش يفضح المشوشين واهدافهم، بمعنى ان الحملة التي انطلقت ضد معوض ولائحة “شمال المواجهة” دليل على اهمية المعركة في دائرة الشمال الثالثة، كون تلك اللائحة- التي اظهرت صلابتها كونها تتألف من عائلات سياسية ومناضلين وثوار حقيقيين- رفعت الغطاء الشرعي عن الحلفاء المسيحيين الرئيسيين لحزب الله… مع العلم ان هؤلاء يدركون ان لائحة “شمال المواجهة”، وقبل ايام موعد فتح صناديق الاقتراع، متقدمة بالارقام، وهذا واقع يؤلم ويؤرق حلفاء الحزب اكان في زغرتا الزاوية بوجه رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية او في البترون بوجه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل…
وفي المقابل، يعلم القاصي والداني ان معوض لم يشارك في السلطة ولا في المحصاصة ولا في الفساد، في حين ان من يوجه اليه الاتهامات هم اهل السلطة الذين اوصلوا البلد الى الانهيار، وبيدهم السلاح والقرار، وبالتالي كان ايضا بيدهم منع الفساد لكنهم ام اشتركوا فيه او غضوا النظر عنه.
وفي اطار محاولة كسب الشعبوية تأتي الاتهامات الغوغائية التي تفتقر لاي مضمون، فيلجأون الى تكرار عبارة NGO’s، دون اي توضيح او تسميات، وذلك بهدف تطويق مشروع انقاذي جدي سينطلق من دائرة الشمال الثالثة، مع العلم هنا ان مؤسسة رينية معوض لم تخف يوما نشاطاتها وتعاونها مع مؤسسات خارجية وفي مقدمها الاميركية من اجل دعم الاهالي وصمودهم من خلال برامج التمكين وتطوير المهارات، في مختلف المناطق من الجنوب الى البقاع والشمال، مع التركيز على قرى الاطراف، وبالتالي المشاريع معروفة وكذلك الارقام والمستفيدون ولطالما المؤسسات الاعلامية اعدت التقارير والتحقيقات عن تلك النشاطات. وفي هذا الوقت كان ميشال معوض على المستوى السياسي والشخصي مضطرا لبيع من ممتلكاته وارضه لتغطية نفاقاته الخاصة.
اما احزاب قوى الممانعة فتصل اليها الاموال من الخارج ولا احد يعلم كيف تصرف ولا يستفيد منها المواطنون وتطرح حولها الكثير من علامات الاستفهام، هذا الى جانب انغماسها في الفساد من اجل تمويل حملاتها الانتخابية.
وفي المحصلة الخوف يتصاعد من نموذج سياسي سيادي نظيف الكف غير منغمس بالفساد، وهذا الخوف قد يرتدي عدة اثواب من أجل محاولة استهداف هذا النموذج… على اي حال “وحدها الشجرة المثمرة ترمى بالحجارة”.