جاء في المركزية:
يبدو ان رقعة التباينات والخلافات بين الأذرع الايرانية المنتشرة في سوريا من جهة وقوات النظام السوري من جهة اخرى، آخذة في التوسع. في الساعات الماضية، افادت مصادر عسكرية بأن حزب الله استحدث، منذ مطلع نيسان الحالي، عدة نقاط عسكرية جديدة قرب معابر التهريب مع لبنان، على أطراف منطقة سرغايا الحدودية بريف دمشق الغربي، الأمر الذي تسبب بحدوث توتر بين قوات الدفاع الوطني التابعة للنظام، وعناصر الحزب، كون النقاط الجديدة التي وضعها الحزب تقع عند الطرق غير الشرعية التي يستخدمها “الدفاع الوطني” لتهريب البشر والبضائع والمخدرات. ووفق مصادر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، فإن الحدود اللبنانية – السورية تشهد تحركات غير اعتيادية، خلال الآونة الأخيرة، نتيجة تصاعد الخلافات بين حزب الله وعناصر النظام، على خلفية تقاسم الأموال العائدة من عمليات تهريب البشر والمخدرات والبضائع. كما عمد الحزب إلى تحصين مواقعه العسكرية، بدءاً من مدينة الزبداني، وصولاً إلى مناطق القلمون الغربي، من خلال رفع سواتر ترابية أمام نقاطه العسكرية، وحفر أنفاق وخنادق بمحيطها ومحيط مقراته العسكرية، في وقت رفع الحزب الأعلام السورية فوق مواقعه، خوفاً من تعرضها لقصف إسرائيلي، دائما بحسب “المرصد”.
وترى مصادر دبلوماسية مطلعة عبر “المركزية” ان هذه المناوشات تحصل منذ سنوات، الا ان وتيرتها ارتفعت في الآونة الاخيرة كما انها مرشحة للازدياد في الفترة المقبلة، في ظل الضغوط العربية الممارَسة على الرئيس بشار الاسد، للابتعاد عن ايران ومنعها من تثبيت رجليها في بلاده، والتي بدأ الرجل، نظرا الى حركته “الخليجية” والمصرية، يتجاوب معها، في سبيل فك العزلة العربية عنه وعودة دمشق الى جامعة الدول العربية.
وليست روسيا بعيدة من هذه الضغوط، حيث تدفع بالاسد ايضا الى تطويق نفوذ طهران في سوريا، لان موسكو تريد ان تكون صاحبة الكلمة الخارجية الاقوى في سوريا.. على اي حال، عمدت الجمهورية الاسلامية، منذ بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، إلى توسيع نفوذها بشكل لافت، والتصعيد من نشاطها ضمن الأراضي السورية، من خلال نقل أسلحة إلى مناطق متفرقة من “المحمية الإيرانية” غرب الفرات وتدمر بريف حمص، وإنشاء مراكز معسكرات تدريب… وهذا الاداء “الانتهازي” المُستفيد من انشغال روسيا، تضيف المصادر، أزعج موسكو التي أبلغت الى كل من سوريا وايران اعتراضها، طالبة من كل منهما، التصرف لاصلاح هذا “الخلل” ووقفه.
وليست المناوشات بين قوات النظام السوري والفصائل الايرانية الموجودة في سوريا، الا نتيجة للضغوط الخارجية على الاسد ولانزعاج طهران من هذا المسار برمته، تختم المصادر.