قلل معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب العبرية، من أهمية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، برئاسة “نجيب ميقاتي” ودورها في منع الانهيار الوشيك في البلاد.
من جهتها، أشارت الباحثة في المعهد “أورنا مزراحي” إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال مطالبة حالياً بالاستعداد لفرضية انهيار لبنان وضرورة العمل على مواجهة التهديد الأمني والعسكري من حزب الله، لافتةً إلى أن الحزب قد يرى في تلك الحالة مصلحة في تسخين الحدود من وقت لآخر من أجل الحفاظ على قواعد اللعبة الحالية، وردع إسرائيل عن تصعيد أنشطتها.
كما اعتبرت الباحثة إلى أن حزب الله سيسعى لاحقاً لإثبات أنه لا يزال حزباً مقاوماً مدافعاً عن البلد، مضيفةً: “في مثل هذه الحالة، سيُطلب من الجيش الإسرائيلي أن يحافظ على اليقظة والاستعداد على طول الحدود اللبنانية، وهذه المسائل تدفع نفسها إلى قائمة الأولويات أمام المستوى السياسي في إسرائيل لمعالجتها، والتعامل معها”.
يشار إلى أن لبنان قد شهد قبل أيام منح الحكومة الجديدة ثقة البرلمان، بعد نحو 13 شهراً من الفراغ الحكومي، الذي تبع استقالة حكومة “حسان دياب” على خلفية انفجار مرفأ بيروت في صيف 2020.
وأضافت الباحثة: “إسرائيل تراقب عن كثب حالة التدهور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي يعيشه لبنان، رغم الإعلان عن حكومة جديدة، لكن تركيبتها لا تنذر بأي تغيير في النظام اللبناني، وليس من المؤكد أن حكومة التوافق هذه، وهي الإجماع الذي تسبب في حالة الشلل في الحكومات السابقة، ستكون قادرة على العمل، ودفع الإصلاحات اللازمة لإخراج لبنان من الوحل، لكنها قد تسمح بتوسيع المساعدات الدولية التي يحتاجها لبنان بشدة”.
كما أكدت “مزراحي” على أن المعطيات المتوفرة حتى الآن تشير إلى أن الأزمة الشديدة في لبنان، لديها جملة من العوامل، ونابعة من مشاكل أساسية يعاني منها لبنان منذ سنوات عديدة، منوهةً إلى أن القيادة السياسية في لبنان عجزت عن التعامل مع الاحتجاج الشعبي الذي اندلع في أكتوبر 2019، وتداعيات وباء كورونا، والانفجار المروع في مرفأ بيروت في آب 2020، لأن أكثر من ثلثي سكان لبنان يعيشون تحت خط الفقر بسبب تضخم يبلغ 95% حول الليرة اللبنانية.