من المتوقع أن تصل ناقلة نفط إيرانية إلى ميناء بانياس السوري، بداية الأسبوع المقبل لينقل الوقود بعدها إلى لبنان عبر شاحنات، في تحدٍ للعقوبات الأميركية التي تحظر على إيران تصدير النفط، كما تحظر وصول الواردات إلى سوريا، إذ تخضع إيران وسوريا لقيود مشددة فرضتها الولايات المتحدة عليهما، لا سيما بالشؤون التجارية.
صحيفة “غارديان” البريطانية اشارت إلى أن المرحلة الأخيرة من من رحلة الناقلة تشكل اختبارا حاسما لعزم واشنطن على الاستمرار في عقوباتها التي أثرت بشكل كبير على إيران، والتي تسعى الإدارة الأميركية لإقناعها بالعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وكذلك سوريا، إذ قال مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، بحسب الصحيفة، إن “الوقود من دولة خاضعة لعقوبات واسعة، كإيران، ليس حلا مستداما لأزمة الطاقة في لبنان، لبنان ليس بحاجة للوقود الإيراني. في اليوم الذي أعلن فيه حسن نصر الله استيراد الوقود الإيراني، كانت هناك ناقلتان معبأتان بالوقود خارج مرفأ بيروت. كانتا هناك لأكثر من أسبوع بينما تجادل القادة اللبنانيون فيما بينهم حول أي أسعار صرف يجب استخدامها لاستيراد الشحنات المدفوعة فعلا”.
الصحيفة نقلت عن “كريس ميرفي” العضو في مجلس الشيوخ الأميركي اقتراحه لخطة تقضي بإرسال الغاز إلى لبنان من مصر عبر الأردن وسوريا، التي قد يتم إعفاؤها من العقوبات في هذه الحالة، إذا رأت الخطة النور.
يشار أن وكالة فارس الايرانية شبه الرسمية ذكرت الخميس أن سفينة إيرانية محملة بالوقود وصلت إلى المياه الإقليمية السورية، حيث من المفترض أن يتم تفريغ شحنتها في ميناء سوري قبل نقلها إلى لبنان، موضحة أن “حمولة الباخرة ستُنقل بالصهاريج من سوريا إلى لبنان، بعد تفريغها في أحد الموانئ السورية”.
ونقلت الوكالة عن مصادر وصفتها بأنها “مطلعة” لم تكشف عن هويتها، القول إن “سفينتين أخريين ستصلان تباعا بالآلية ذاتها، من دون أن تكشف ما إذا كانت محملة بالمازوت أو بالبنزين أو بالاثنين معا”، مشيرة إلى “احتمال انطلاق سفينة رابعة من إيران قريبا”.
وفي السياق نفسه أكد وفد من الكونغرس الأميركي قد أكد خلال اختتام زيارته للبنان، الأربعاء، أن “أي وقود يمر عبر سوريا سيتعرض للعقوبات المفروضة من الكونغرس”، مشددا على على أن “حزب الله منظمة تستحوذ على جزء من المال، وهذا لن يحل أزمة الوقود في لبنان، لا أحد يجب أن يعتقد بأن إيران ستحل أزمات لبنان”.
من جهته قال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان، ريمون غجر في وقت سابق إنه لم يتلق طلبا لاستيراد وقود إيراني، ما يعني أن ميليشيات حزب الله تخطت الدولة في تحركها لاستيراد الوقود من إيران.