رسالة إلى حامي حقوق المسيحيين.. الوزير باسيل!

رسالة إلى حامي حقوق المسيحيين.. الوزير باسيل!
رسالة إلى حامي حقوق المسيحيين.. الوزير باسيل!

كتب د. مازن ع. خطاب في صحيفة “اللواء”:  

معالي الوزير، يتداول الناس بأنّكم قُلتم في لقاء (بكل وضوح وثقة بالنّفس) إنّ «السنيّة السياسية أتت على جثة المارونية، وسلبت كل حقوقها ومكتسباتها، ونحن نريد استعادتها منهم بشكل كامل».

ولأنّ مكتبكم لم يصدر نفياً قاطعاً لهذا الكلام المستفزّ، واكتفى بوضع اللقاء في سياق مختلف، فإنّنا نعتبر أنّه دليلٌ دون أدنى شكّ على أنّ برنامجكم السياسي برمّته مبنيّ على ثأر تاريخي تحت عنوان طائفي بالغ الخطورة.

كذلك وجّهتم رسائل مباشرة إلى مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، فحواها أنّكم لن تسمحوا بتجاوزكم، وإنّ ملفّ اللواء عثمان (الضابط السنّي) سيُطرح على الطاولة لأنّكم ببساطة تريدون تكريس «المناصفة» بين المسيحيين والمسلمين في المؤسّسة الأمنية، بنفس الأسلوب الذي «غزوتم» به الإدارات والمؤسّسات الرسمية والعامة بواسطة تعيينات الموالين لكم بحجّة حقوق المسيحيين!

ومن هنا يتضح تعاملكم مع رئيس مجلس الوزراء السنّي، وكأنه «باش كاتب»، في سعيكم الدؤوب إلى ترسيخ و»استعادة» حقوق المسيحيين المزعومة على حساب أهل السُنّة! وهذا واضح في تفسيركم للدستور بمنتهى الخفة والاستنسابية والقفز فوق النصوص بهدف تأسيس سوابق تصبح أعرافاً في ما بعد، وبحجة استعادة بعض «صلاحيات رئيس الجمهورية» المسيحي التي سلبها اتفاق الطائف باعتقادكم، واسترجاع «حقوق المسيحيين» المُغتصبة من المُسلمين!

ولكن كيف تستعيد «الجثّة المارونية» حقوقها؟ إلا إذا أردتم إحياءها عبر طقس مهرطق يكون أساسه «دفن» اتفاق الطائف لكي تعودوا الى ما قبله؟!

على معاليكم أنْ تتقبّلوا أنّه لا مصلحة لكم أو لأي طرف لبناني في إيقاظ وإطلاق فتنة التطرّف والكراهية والصدام بين اللبنانيين. وليس لكم أنْ تعلنوا حرباً «تستعيدوا» فيها شيئاً من الطائفة السنّية أو غيرها، كما أنّ سياسة «خذ وطالب» التي تنتهجونها بحجة حقوق المسيحيين لا يُمكن أن تدوم طويلاً.

ولكن إذا أردتم سلوك درب المواجهة الشائك مع السنّة، فاعلموا أنّهم وغيرهم من العقلاء، لن يتوانوا عن حماية اتفاق الطائف وكبح جماح سياستكم الطائفية التدميرية، خصوصاً أنّ شعار المناصفة التي تستخدمونها عند كل استحقاق هي غير مُنصفة لأن المسلمون يشكّلون ثلثي عدد السكّان بينما يشّكل المسيحيون الثلث في أفضل الأحوال، وإذا ما تداعى اتفاق الطائف، فلن يكون لدى المسلمين أي مانع من معاودة العدّ! والبادي أظلم!

بالمختصر المُفيد: حذار المساس بالطائفة السنّية واللعب بنار الفتنة! وتذكر أن من يلعب بالنار تُحرق أصابعه!

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى