أحيا “الحزب السوري القومي الإجتماعي” وأهالي بلدة الدوير في قضاء النبطية، الذكرى السنوية الأولى لرحيل رئيس الحزب والوزير السابق علي قانصو، باحتفال تأبيني حاشد أقيم في النادي الحسيني للدوير، بحضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون النائب سليم خوري، ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي، وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي، ممثل وزير الدفاع الياس بو صعب العميد المتقاعد غسان قشوع، السفير السوري علي عبدالكريم علي، ممثل السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا القائم بأعمال السفارة أحمد الحسيني، ممثل السفير الفلسطيني أشرف دبور حسين فياض، رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، النواب: هاني قبيسي، أمين شري، أسعد حردان، علي عسيران، وياسين جابر، وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية أخرى.
وألقى النائب رعد باسم “حزب الله” كلمة حيا فيها روح قانصو “واحد من الرجال الرموز الذين لا تطوى مناقبيتهم ولا مواقفهم هو المربي والودود والصديق الصدوق وهو المناضل والمعلم وهو صاحب العقيدة والإلتزام، هو صاحب الصدقية في ترجمة عقيدته وثوابته الوطنية والقومية”.
وقال: “قد كان شريكا مخلصا وفيا ومؤتمنا على أسرار وعلى وقائع وعلى نضالات وعلى أهداف، وأبو واجب حضوره يتسع بعد عام من غياب جسده، يتسع داخل أسرته ويتسع داخل بلدته ويتسع داخل حزبه وبين رفاقه وأصدقائه وشعبه ونستحضره عند كل ملمة وعند كل مفترق هو إبن حزب مؤسسة ويسرني بكل ثقة ووضوح ودون مجاملة أن أقول الحزب السوري القومي الإجتماعي هو حزب مؤسسة يستطيع أن يدور خلافاته وأن يحيك من تصورات التي تنتاب أعضاءه وقياداته، يحيك مشهدا جميلا يعبر عن وحدة في المنطلق والهدف والرؤية، فالتنافس مشروع لكن ليس على حساب العقيدة ولا على حساب الأهداف، حبذا لو يكون لنا في هذا البلد مجلس وزراء يمثل مؤسسة تتمثل بمؤسسة الحزب السوري القومي الاجتماعي ولا تتعطل جلساته عند كل حادث او عند كل مشكلة او كل ملمة تصيب البلد برمته وتهدد سلمه الأهلي وتعكر صفو استقراره الداخلي وتهدد وحدة بنيانه وبنيته، حبذا لو يكون لدينا في هذا البلد مجلس وزراء يمثل مؤسسة حقيقية تستطيع ان تتجاوز التنافسات والنزاعات وتحيك مشهدا وطنيا جميلا للبلد ولأهله ولكل أجهزته وإداراته”.
وأضاف: “إن اتفاق الطائف الذي كان تسوية ارتضاها اللبنانيون، خطوة على طريق إلغاء الطائفية السياسية، مقتضيات الوفاق الوطني الذي نص عليه، من المفترض أن تؤخذ بعين الاعتبار من أجل التخفيف قدر المستطاع وفي كل ظرف وآن من النزعة الطائفية والمذهبية عند المسؤول وعند المواطنين. ونحن في الحقيقة لا نجد تفسيرا يتمسك بتفسير خاص لمقتضيات الوفاق الوطني فينزع به نحو تعزيز التمثل الطائفي والمذهبي في هذه البلاد. وبكل الأحوال نحن من مدرسة “حاور أصدقاءك” لتصل الى النتائج وإنما التزم تضحياتك في وجه عدو إستراتيجي يهددك ويهدد كل أصدقائك”.
وكانت كلمة للنائب بزي رأى فيها أن “هناك أناسا كثيرون يشكل حضورهم غيابا وهناك أناس يشكل غيابهم حضورا والراحل علي قانصو واحدا من هؤلاء الذين شكل غيابهم حضورا في الدوير وعلى مساحة الوطن والقرى المقدسة، على حدود فلسطين وبلاد الشام وفي زوبعة النسور، وفي العقيدة القومية الاجتماعية وفي خط المقاومة والممانعة وفي صناعة أعراس العزة والكرامة والانتصارات”.
وأضاف: “نقول هذا الكلام في زحمة التحديات وفي دقة وخطورة المشهد السياسي الذي يعيشه البلد والذي تعيشه المنطقة. نقول لكل المستويات السياسية في لبنان، تعالوا الى كلمة سواء في ما بيننا وبينكم، دمنا دم واحد، حرفنا حرف واحد، حبرنا حبر واحد وهمنا هم واحد ووطننا لبنان هو وطن واحد. إرتقوا بأدائكم وسلوككم وممارساتكم وافعالكم واقوالكم الى مستوى دقة وخطورة هذا المشهد السياسي الراهن. يكفينا جلدا للذات ويكفينا نكدا ونكايات ولا يبنى الوطن على سياسة التجاذبات والانقسامات والاصطفافات والسمسرات. قدرنا أن نكون كما كنا في الماضي وفي الحاضر وفي المستقبل صمام أمان وأداة شمل وجمع لكل المستويات السياسية في لبنان من أجل أن نبني المزيد والمزيد من التفاهمات لكي نكرس دعائم الوحدة الوطنية الداخلية والاستقرار العام والسلم الأهلي والإنتظام العام لكافة مؤسسات هذه الدولة”.
وختم: “لقد سئم ومل اللبنانيون لغة التعصب والتطرف والفتنة والتحريض. يريدون زعامات وقيادات مسؤولة تتفنن في صناعة الخير العام لعموم الناس ولهذا البلد. يتطلع اللبنانيون الى قيادات حكيمة تدافع عن مصالحها في أن تعيش حياة حرة عزيزة وكريمة. تقشفنا بالأمس خلال جلسات مناقشة الموازنة. تقشفنا في كثير من البنود التي لها علاقة بالنفقات، فلنتقشف فيما يتعلق بلغتنا وخطابنا السياسي الطائفي المذهبي العصبي والتحريضي ونرتقي جميعا الى مستوى ما يتطلع إليه كل اللبنانيون بغض النظر عن أسمائهم وطوائفهم ومناطقهم وإنتماءاتهم”.