كتبت ايفا ابي حيدر في صحيفة “الجمهورية”:
فيما كانت الأنظار تتجه الى بدء موسم سياحي واعد، يُفترض أن ينطلق نهاية الأسبوع، جاءت الأحداث الأمنية التي شهدها الجبل أمس لتخلط الأوراق، فما عاد معروفاً تأثير هذه الأحداث على القطاع؟ وما سيترتب عنها؟
قبل أحداث مساء الاحد كانت التحضيرات للموسم السياحي تسير على قدم وساق بتفاؤل كبير في انتظار قدوم وفود السياح الخليجيين لا سيما بعد رفع السعودية الحظر عن مجيء مواطنيها الى لبنان الى جانب الاوروبيين. لكنّ أحداث الجبل طرحت علامات استفهام عن مصير الموسم السياحي، خصوصاً انّ هناك تعويلاً كبيراً على ايرادات القطاع لتحسين الوضع الاقتصادي.
في هذا السياق، استنكر رئيس إتحاد النقابات السياحية نقيب الفنادق بيار الاشقر الاحداث التي شهدها الجبل ليل الاحد الماضي، وأكد لـ«الجمهورية» انّ هذه الاحداث تضر بالقطاع السياحي، الّا اننا لا نعرف بعد ما سيكون تأثيرها على الموسم، خصوصاً وانّ مناطق الجبل هي المقصد الأول للخليجيين وهم ملاّكون كبار في المنطقة. اضاف: لا شك اننا نخشى في حال لم يتم تطويق الأحداث من أن تتأثر سلباً المهرجانات الصيفية في هذه المناطق، لكن على ما يبدو هناك تهدئة وضبط أمني خصوصاً بعد الاجتماع الذي حصل في قصر بعبدا مع مجلس الدفاع الأعلى. وقال: كل بلدان العالم تشهد أحداثا أمنية انما لا تؤثر على القطاع السياحي لأنه يتمّ تطويقُها، وهذا ما نأمله اليوم في احداث الجبل.
على الصعيد السياحي والحجوزات، قال الاشقر: لا شك أنّ ما نتوقعه لهذا الصيف أفضل من السنوات الماضية، ونتوقع نمواً كبيراً في السياحة الاوروبية نتيجة الخطة التي وضعها وزير السياحة بالعمل على تنويع مصادر السياح، ونعوّل هذا العام على مجيء الخليجيين والسعوديين الى لبنان خصوصاً بعد رفع الحظر، وبالتالي نتوقع نمواً على صعيد السياحة الخليجية والسعودية. وعما اذا كان هذا النمو على قدر توقعاتنا؟ بالطبع لا، ونتساءل عن الاسباب التي تمنعهم من المجيء الى لبنان بالكثافة التي كانوا يأتون فيها سابقاً، وقد يكون الجواب ربما بسبب الأجواء السائدة بأنّ حرباً قد تقع بين اميركا وايران، ودول الخليج في حال ترقب. وتوقّع الاشقر أن ترتفع حجوزات السياح الخليجيين والسعوديين في لبنان اعتباراً من نصف تموز الجاري.
بيروتي
من جهته، أكد الامين العام لاتحاد المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي لـ»الجمهورية» ان لا إلغاء لحجوزات فندقية حتى الساعة، لكنه أكد انه اذا استمرت التهدئة وتمت معالجة المشكلة وتطويقها فلن يكون لأحداث الجبل ايّ تأثير على القطاع. وشدد على انّ القطاع السياحي لا يحتمل ايَّ تعثر هذا الموسم خصوصاً وانه يعول عليه كثيراً للنهوض بالاقتصاد الوطني. واشار بيروتي الى انّ اكثر مَن سيتأثر بهذه الأحداث اذا ما استمرت هم اولاد الجبل لأنها وللمرة الاولى منذ عشر سنوات نكون موعودين بالسياحة الخليجية والجبل مقصدهم الأول. انطلاقاً من ذلك، تمنّى بيروتي معالجة الموضوع بأسرع وقت والعودة الى الحياة الطبيعية.
وعن الحجوزات، اشار بيروتي الى انها تصل اليوم خارج بيروت الى 50 في المئة، اما في بيروت فهي تراوح ما بين 60 الى 70 في المئة ومن المتوقع ان تبدأ السياحة الخليجية خصوصاً وغير الخليجية اعتباراً من نهاية الاسبوع المقبل. وأوضح انّ العرب والخليجيين يجرون حجوزاتهم في الدقائق الاخيرة، لذا ليست لدينا توقعات او نسب للحجوزات بعد على عكس الاوروبيين الذين يخططون لسفرهم قبل فترة.
الإشغال الفندقي
الى ذلك، اعتبر مسح EY Middle East Benchmark Survey، انّ سوق الضيافة في بيروت شهد نموّاً في جميع مؤشرات الأداء الرئيسة. في التفاصيل، سجّلت نسبة الإشغال الفندقي زيادة كبيرة، حيث ارتفعت بنسبة 13.2٪ إلى 73.7٪ بحلول نيسان 2019. كما ارتفع متوسط السعر اليومي (ADR) من 174 دولاراً بحلول نيسان 2018 إلى 193 دولاراً في نيسان 2019. وقد أدى ذلك إلى نموّ كبير في الإيرادات لكل غرفة متاحة (RevPAR) من 105 دولارات إلى 142 دولاراً.
ووفق المؤشر، فقد ارتفع عدد السياح الأوروبيين بنسبة 5.7٪ سنوياً إلى 80226 سائحاً خلال شهر شباط 2019، بينما زاد عدد المسافرين سنوياً بنسبة 2.73٪ إلى 1.75 مليون خلال الفترة نفسها.
أخبار متعلقة :