كشفت مصادر عشائرية في البقاع أن ميليشيات حزب الله، تعمل على إغراء أبناء العشائر الموالية له، من خلال تجنيدهم ضمن صفوف عناصره، موضحة أن الحزب يعمد منذ سنوات الى تجنيد 4 أو 5 عناصر من أبناء العائلات الكبيرة من العشائر، في صفوف ميليشياته لضمان ولائها له.
في السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أن الحزب ومنذ بضعة أشهر عمد الى تسليح أكبر عدد ممكن من أبناء العشائر من خلال بيع فائض الأسلحة لديه، والتي قالت إن أسعارها تصل إلى ما يتراوح بين مليون إلى مليوني ليرة لبنانية.
وتأتي خطوة حزب الله، بعد تصاعد حالة التمرد لدى أبناء العشائر في منطقة البقاء، وخروجهم من عباءة الحزب وإنشاء حواجزهم الخاصة بهم، إلى جانب تزايد التوتر الداخلي بين تلك العشائر على خلفية قضايا ترتبط بالثأر وزراعة الحيشيش، وسط اتهامات للحزب بالتحيز لبعض تلك العشائر على حساب أخرى.
كما أكدت المصادر أن حزب الله يسعى للمزيد من التجييش داخل العشائر الموالية له، من خلال تحريضها على التسلح والبقاء في جهوزية كاملة، بحجة مواجهة أي إنزال اسرائيلي أو هجوم تكفيري، لافتةً إلى أن العشائر باتت قوة عسكرية وبشرية هائلة تمتلك اموالاً ومقدرات، يطمع حزب الله في أن يستخدمها لإنشاء جيش رديف ومجهز جيداً، يمكن استغلاله عن الضرورة.
في سياق متصل، أشارت المصادر إلى وجود حالة من القلق تسود العشائر، حيث ترى كل واحدة منها نفسها مهددة من قبل العشائر الأخرى، مضيفةً: “الازمة الاقتصادية والمالية ومن ثم جائحة كورونا، كشفت حقيقة ما يجري في البقاع، والتي يهيمن عليها الثنائي الشيعي المتمثل بحزب الله اللبناني وحركة أمل، والاحداث الاخيرة والتوتر الحاصل بين عشيرتي شمص وجعفر كشفت أيضاً عن حجم التسلح والعتاد العسكري الذي تمتلكه العشائر”.
يشار الى أن مصادر لبنانية كانت كشفت وفي وقت سابق، لمرصد مينا، أن الأسلحة التي ظهرت في الفيديوهات التي انتشرت لمسلحي عشيرتي آل جعفر وآل شمص الشيعيتين، في منطقة بعلبك اللبنانية، مصدرها حزب الله.
كما أوضحت المصادر أن السلاح لم يكن حكراً على عشيرتي جعفر وشمص وإنما معظم عشائر البقاع تمتلك صواريخ حديثة الصنع، أميركية وروسية، من الأجيال المتقدمة والحديثة ومنها صواريخ (لاو و تاو) المخصصة للجيوش، كاشفةً أن الحزب يسعى من خلال تسليح العشائر لتحقيق هدفين اثنين، الأول بتشكيل جيش من العشائر يكون رديفا، و تفوق إمكانياته وقدرته، امكانيات “سرايا المقاومة” التي تشكل عبئا ماديا وسياسيا على الحزب، إذ تكلفه الكثير من الأموال دون أن تقدم له أي شيء، بينما يتمحور الهدف الثاني حول سلب العشائر لما تمتلك من عملة صعبة بالدولار وهو ما يحتاجه الحزب في ظل الأزمة الاقتصادية و الحصار الخانق عليه.
الجدير بالذكر، أن منطقة بعلبك شهدت خلال الشهر الماضي، توترات بين عشيرتين شيعيتين، على أثر مقتل شاب من “آل شمص”، على يد مجموعة مسلحة من “آل جعفر” بسبب حسابات ثأرية بين العشيرتين، وانتشرت وقتها تسجيلات مصوّرة تُظهر مسلحين بأسلحة متوسطة من “آل شمص” يجوبون مدينة بعلبك وسط غياب تام للأجهزة الأمنية اللبنانية.
أخبار متعلقة :